سؤال يتبادر إلى أذهان الكثير من الأشخاص .. كيف يمكن الربح من سوق الأوراق المالية البورصة ؟
ماهي أفضل استراتيجيات الاستثمار في سوق الأوراق المالية البورصة ..؟
و كيف يمكن بناء استراتيجيات التداول في البورصة …. ؟
و غيرها الكثير و الكثير من الأسئلة التي تتعلق بهذا الصدد .. اليوم نلتقي من خلال موقعنا موقع المجرة مع أهم خطوات بناء الاستراتيجية السليمة للتداول والاستثمار في سوق الأوراق المالية البورصة.
كما ذكرنا من قبل من خلال موقعنا موقع المجرة في أحد المقالات السابقة .. إن كنت لا ترغب في المخاطرة بشكل عام فعليك بالاستثمار في صناديق الاستثمار في سوق الأوراق المالية البورصة وخاصة صناديق الاستثمار ذات العائد الثابت أو العائد الدوري و هذا النوع من الصناديق لا يحمل تقريبًا أي درجة من درجات المخاطرة كما أن تكلفة الاستثمار منخفضة للغاية .. إلا أن العوائد أيضًا قد تكون قليلة للغاية .
أما إذا تقبلت فكرة المخاطرة المعقولة في الاستثمار في سوق الأوراق المالية البورصة لتحقيق عوائد متوسطة فمرحبا بك في إحدى شركات إدارة المحافظ .. يمكنك تحديد ضوابط الاستثمار الخاص بك والبدء فورًا في التداول من خلال مديرين استثمار محنكين و على قدر ليس بالقليل من الخبرة و المعرفة .
أما إن أردت صناعة الثروة كما قد سبقك الكثيرون من قبل و قاموا بصنع ثروات من الاستثمار في سوق الأوراق المالية البورصة فعليك ببناء استراتيجية الربح من البورصة بنفسك .. قبل ذلك ينبغي أن تكون قد مررت بواحدة من التجربتين السابقتين على الأقل – صناديق الاستثمار أو إدارة المحافظ – و يفضل إدارة المحافظ نظرًا لكونها تنطوي على قدر معقول من المخاطرة بما يوحي بفكرة تقبل المخاطرة بشكل عام .. حيث أنه وفقا للقاعدة المعروفة ” كلما زادت المخاطر .. زادت العوائد ” .
محتويات الموضوع
السؤال الآن .. ماهي الاستراتيجية المثالية لتحقيق عوائد كبيرة من البورصة ؟
في الواقع لا يوجد فيما يتعلق بالتداول في البورصة ما يعرف بالاستراتيجية المثالية أو الاستراتيجية النهائية للاستثمار في البورصة و لكن بدلًا من ذلك هناك عدة خطوات ونقاط مهمة يتم تعريفها على أنها ركائز بناء الاستراتيجية الصحيحة أو الاستراتيجية السليمة و التي من الممكن بدرجة كبيرة أن تكون سببًا في تحقيق عوائد جيدة من وراء الاستثمار في البورصة .
سنقوم من خلال موقعنا موقع المجرة بشرح أهم النقاط التي يجب اتباعها لتحقيق إستراتيجية تداول مربحة و تكوين خبرة لا بأس بها في مجال سوق الأوراق المالية البورصة و الأسواق المالية بشكل عام و هي كما يلي :
1- النظر جيدًا لأسهم المؤشر العام و اتباعها :
تعريف مؤشر سوق الأوراق المالية البورصة:
يعرف مؤشر البورصة على أنه مقياس عام يحتوي على مجموعة من الأسهم من قطاعات مختلفة و يتم تنسيب الأسهم إلى المؤشر بطرق قياس مختلفة مثل (الوزن النسبي – نسبة التداول – القيمة السوقية للسهم مقارنة بالقيمة السوقية لإجمالي أسهم المؤشر ) .
و من أبرز المؤشرات في مصر EGX 30 – EGX 100
إن متابعة أسهم المؤشر هي بمثابة متابعة السوق كاملًا بشكل عام – شخصيًا أفضل مؤشر EGX 100 وذلك لكونه الأوسع نطاقًا في سوق الأوراق المالية “البورصة المصرية” بما يضمن تغطية أكبر نسبة من أسهم السوق – وعلى ذلك فإن استخدام المؤشر العام كمعيار يرجع لأن المؤشر قد يعكس الأداء العام للسوق بشكل جيد و ذلك لأنه لا يمثل سهمًا بعينه وإنما يمثل أداءً عامًا .
من الممكن الاستثمار في أسهم المؤشر في قطاعات مختلفة حيث أنه من غير المنطقي أن تنخفض أسعار كافة القطاعات في الوقت نفسه بما يعني متابعة أسعار أسهم المؤشر و استغلال منحنيات الصعود و الهبوط في صالح الاستثمار .
2- استراتيجية تحسين المراكز البيعية :
تنطوي هذه الإستراتيجية على فكرة بسيطة ولكنها هامة للغاية و هي الاحتفاظ بسيولة نقدية لا تقل عن 30% و الشراء في مجموعة أسهم من قطاعات مختلفة وتكوين مراكز جيدة في كل سهم.
( يطلق مصطلح مركز على المجموعة من سهم واحد . مثلًا إن كان لدينا 100 سهم من شركة x فنقول بأن لدينا مركز في شركة X يقدر ب 100 سهم ) .
بعد تكوين مراكز في الأسهم يتم متابعة سوق الأوراق المالية البورصة و يفضل من خلال مؤشرات التحليل الفني و التي قد تعطي إشارات مبكرة إلى أفضل أماكن الدخول والخروج من وإلى السهم ( سيتم كتابة مقال مفصل عن أهم نقاط ومؤشرات التحليل الفني وكيفية فهمها وقراءتها بسهولة).
يوضح الشكل التالي نموذج لأحد مؤشرات التحليل الفني الأوسع انتشارًا و هو ما يعرف بإسم المتوسط المتحرك البسيط – Simple Moving Average ويوضح الشكل نقاط الدخول والخروج من وإلى السهم وفقًا لمحددات سنتناولها بالشرح من خلال مقال التحليل الفني على موقعنا موقع المجرة .
تفيد هذه الطريقة فيما يعرف بتحسين المتوسطات و لمعرفة ماهية تحسين المتوسطات فلنقم باستعراض المثال التالي :
- نفترض أن لدينا 100 سهم من شركة x بسعر 10 جنيهات للسهم الواحد
- إذن هنا لدينا مركز في شركة x يقدر ب 100 سهم بإجمالي قيمة 1000 جنيه . ولنفترض أيضًا أن السهم دخل في منحنى هبوط ( بدأ سعر السهم في الهبوط ) حتى وصل سعره إلى 7 جنيهات و استقر على ذلك لفترة من الزمن.
- إذا قمنا بتطبيق هذه الاستراتيجية فقمنا بشراء كمية تقدر ب 50 سهم بقيمة 7 جنيهات ( إجمالي 350 جنيه ) .. فيكون لدينا مركز يقدر ب 150 سهم بقيمة إجمالية 1350 جنيه و يكون متوسط سعر السهم 9 جنيهات ( حاصل قسمة 1350 جنيه / 150 سهم )
- حسنا .. لنفترض أن السهم هبط مرة أخرى ووصل إلى سعر 5 جنيهات و قمنا بإضافة 100 سهم أخرى بقيمة 500 جنيه .. في هذه الحالة يقدر المركز الذي لدينا ب 250 سهم بإجمالي قيمة 1850 جنيها و بمتوسط سعر 7.40 جنيه
هل لاحظت انخفاض متوسط سعر السهم في كل مرة يتم شراء اسهم بسعر أقل من سعر أول شراء ؟
جيد للغاية .. لنرى ما الذي سيحدث في حالة ارتفاع سعر السهم إلى 11 جنيها في سوق الأوراق المالية البورصة ؟
عند ارتفاع سعر السهم إلى 11 جنيه .. ستصبح قيمة المركز الخاص بنا في شركة x هي 2750 جنيها . ذلك ما يعني وجود ربح من آخر مركز بقيمة 900 جنيه يعني تقريبًا ربح 50 % .
طبعًا نسبة جيدة للغاية وخاصة إذا قمنا بمقارنتها بعملية شراء واحدة في أول الفترة بسعر 10 جنيهات للسهم و كمية 250 سهم بإجمالي قيمة 2500 جنيه ثم بيعه بسعر 11 جنيه للسهم .. بمعنى 250 جنيه فقط أرباح يعني 10% أرباح فقط.
أن استراتيجية تحسين المراكز البيعية؛ هي من أفضل استراتيجيات التداول من وجهة نظر محبي المخاطرة . إذ يرونها من أكثر الاستراتيجيات إثارة كما أنها لا تخسر على حد قولهم و لكن تعد من أبرز عيوب هذه الطريقة هي ضرورة وجود سيولة نقدية طوال الوقت بما يستلزم أحيانًا التخلي عن مراكز في أسهم أخرى و الخروج منها بخسارة طمعًا في مكاسب محتملة في السهم المطلوب تكوين مركز معين فيه و تحسين المتوسط الخاص به .
3 – استراتيجيات بناء المحفظة المتوازنة في سوق الأوراق المالية البورصة:
المحفظة الاستثمارية المتوازنة هي المحفظة التي يتم توزيعها على عدة فئات من الأصول والتي تعرف بأسم محفظة ( 60/40 ) و التي تتكون من 60 % من الأسهم و 40% من السندات و عادة ما تكون السندات من فئة السندات ذات العائد الدوري الثابت لتغطية خسائر الأسهم في حالة تحققها وذلك بهدف حفظ توازن المحفظة.
ينبغي الحفاظ على تنويع محفظة الأسهم من ناحية القطاعات حفاظًا على استقرار المحفظة فمن غير المنطقي هبوط أسعار كافة قطاعات الأسهم في ذات الوقت.
إلا أنه إذا عدنا بالزمن للأزمة العالمية في نهاية عام 2007 وبداية عام 2008 فإن المحفظة المتوازنة في هذا الوقت كانت ستعاني وطأة الخسارة لسبب بسيط جدًا وهو أن مخاطر الأسهم تكافئ 3 أضعاف مخاطر السندات .. بما يعني ضرورة فهم و تقبل المستثمر لفكرة الخسارة و المخاطرة بشكل عام.
4- استراتيجية بناء محفظة الأصول المخصصة:
تعرف محفظة الأصول المخصصة بإسم ( المحفظة الدائمة ) و يعود الفضل لفكرة هذه المحفظة إلى مؤسس الفكرة هاري براون . وتقوم فكرة الاستثمار في سوق الأوراق المالية البورصة باستخدام هذه الاستراتيجية على الاستثمار استنادًا إلى توزيع الأربعة عناصر الرئيسية من الأصول بالتساوي كما يلي:
25 % من الأسهم لأوقات الرواج :
فمن المفهوم أن أسعار الأسهم ترتفع في حالات الرواج الاقتصادي بشكل كبير .. يعني وجود الرواج الاقتصادي إلى دوران عجلة العمل و ارتفاع إقبال المستثمرين على ضخ رؤوس الأموال بسوق الأوراق المالية البورصة والذي يؤدي بدوره لارتفاع القيم في سوق الأوراق المالية البورصة لشركاتهم و بالتالي ارتفاع قيم الأسهم في البورصة.
25 % من السندات لأوقات الانكماش والكساد الاقتصادي :
وترجع أهمية هذا العنصر لأنخفاض مخاطر السندات عن الأسهم كما ذكرنا و ذلك بما يعني استمرار السندات في ضخ العوائد – وإن كانت قليلة – برغم حالة الكساد مما قد يعوض بشكل ما الخسائر التي تكبدتها المحفظة من الأسهم.
25 % من الذهب لأوقات التضخم :
التضخم هو حالة انخفاض قيمة الوحدة من النقد الموجود في الأسواق عن المكافئ له من غطاء الذهب المحفوظ بالبنك المركزي.
ما معني هذا الكلام ؟ و ما معنى التضخم بشكل ابسط ؟
النقود التي يتم إصدارها و طرحها في الأسواق للتداول بين الأفراد بعضهم البعض لا يتم طباعتها بشكل عشوائي وإنما بما يعادل قيمة غطاء الذهب المحفوظ بالبنك المركزي فمثلا لو أن هناك 100 سبيكة من الذهب و تم طباعة 100 ألف جنيه كمكافئ لها ففي هذه الحالة تكافئ سبيكة الذهب ألف جنيه.
في حالة طباعة 100 ألف جنيه إضافية فتصبح قيمة سبيكة الذهب الواحدة 2000 جنيه بدلا من 1000 جنيه بما يعني انخفاض قيمة النقد الموجود في الأسواق وارتفاع الأسعار بشكل قد يفوق انخفاض قيمة النقد عن غطاء الذهب . و هذا هو ما يعرف بأسم التضخم .
إلا أن الذهب يحتفظ بقيمته حتى في أوقات التضخم ففي أوقات التضخم يرتفع سعر الذهب مقارنة بالنقد وذلك إعمالًا للمبدأ الاقتصادي القائل أن ( الذهب مخزن للقيمة ) إذ يتم تنسيب كل القيم للمكافئ لها من الذهب و هذا هو ما يستوجب الاحتفاظ بجزء من الذهب لتعويض ما قد يحدث من خسائر أوقات التضخم.
25 % نقدا لوقت الازمات :
ضرورة وجود العنصر النقدي في هذه المحفظة يرجع إلى أنه في وقت الأزمات قد تحتاج إلى سيولة نقدية بشكل أو بآخر بما قد يستلزم تسييل جزء من محفظة الأسهم بخسارة أو محفظة السندات و توقيف العوائد التي قد تتولد منها و كلا من الأمرين هو بالفعل يعني الخسارة .. بما يعني ضرورة وجود سيولة نقدية في المحفظة لاستخدامها وقت الأزمات و اللجوء إليها وقت الحاجة دون الاحتياج إلى تسييل عناصر المحفظة الأخرى و تحقيق الخسائر بالفعل.
يتيح هذا النوع من المحافظ نموًا منتظمًا للاستثمارات في أغلب الأحوال فهو يتيح لمستخدم هذه الاستراتيجية تعويض الخسائر التي قد يتكبدها في أحد العناصر من خلال أحد العناصر الأخرى في محفظة الأصول المخصصة .. مما يعني مواصلة الاستثمار السنة تلو الأخرى بدلًا من اتخاذ قرار انفعالي بضرورة تصفية المحفظة مثلما نسمع دائمًا من المستثمرين وقت الأزمات ( لقد خسرت نصف محفظتى ، يجب علي الانسحاب من سوق الأوراق المالية البورصة وبيع كل أسهمي ).
مقال مفيد جدا .. استفدت منه كثيرا
شكرا موقع المجرة على مجهوداتكم و بالتوفيق