هل البورصة مربحة –  4 أسئلة هامة عن الاستثمار في البورصة

يتساءل العديد من المستثمرين عن مدى جدوى الاستثمار في البورصة والأوراق المالية وهل البورصة مربحة وهل تستحق المخاطرة أم أنه يمكن الاستثمار في أي من المجالات الأخرى ذات الربحية العالية بعيدًا عن البورصة.

سنقوم من خلال موقعنا موقع المجرة بمحاولة الإجابة عن سؤال هل البورصة مربحة بشكل موضوعي

السؤال : هل البورصة مربحة

في واقع الأمر لا يمكن الإجابة عن سؤال هل البورصة مربحة بهذا الشكل بسبب أن البورصة مجال محفوف بالمخاطر وتتوقف إجابة هذا السؤال على العديد من العوامل من أهمها توقيت الدخول في البورصة ونوعية الأسهم التي يتم الاستثمار فيها والأهم من كل ذلك هو استراتيجية الاستثمار التي يتم اتباعها من خلال المتعامل في مجال الاستثمار في البورصة. وقد أشرنا من قبل من خلال موقع المجرة في مقال سابق إلى أهم الاستراتيجيات المربحة في البورصة

كما أشرنا أيضًا إلى أهم الخطوات التي يجب اتباعها للوصول إلى أفضل نتائج الاستثمار من خلال البورصة عن طريق اتباع مجموعة من الخطوات لزيادة العوائد من الاستثمار في البورصة.

ولكي تكون الإجابة عن سؤال هل البورصة مربحة موضوعية يجب أولًا تناول مزايا وعيوب الاستثمار في البورصة.

من واقع تجربتي مع البورصة المصرية كأحد المتعاملين بها وأيضًا كأحد أفراد طاقمها حيث إني – كاتب هذا المقال- قد عملت بها وذلك لفترة طويلة وبناءً على ذلك أحب أن أنقل تجربتي مع البورصة المصرية سواء كانت مع العملاء الذين قد سبق وتعاملت معهم أو من خلال تجربتي الشخصية من خلال تعاملاتي في سوق الأوراق المالية وذلك لكي نقوم بالإجابة عن سؤال هل البورصة مربحة ؟ وسنقوم بسرد مزايا وعيوب الاستثمار في البورصة.

هل البورصة مربحة - الاستثمار في البورصة
هل البورصة مربحة – الاستثمار في البورصة


مزايا الاستثمار في البورصة:

  • تحقيق أرباح من الممكن أن تتخطى رأس المال:
    من الوارد جدًا في مجال الاستثمار في البورصة – في حالة حسن الاختيار – أن يتم تحقيق أرباح تزيد عن قيمة مبلغ الاستثمار ومن الوارد جدًا أن تكون ضعف أو ضعفي مبلغ الاستثمار

مثال على ذلك: سهم شركة المصرية للاتصالات والتي كانت قيمة الاكتتاب الخاص به 14.80 جنيه وقد تنبأ العديد من الاقتصاديين البارزين بوصول السهم إلى ضعف سعره وهو ما قد تحقق بالفعل في أول أسبوع تداول حيث تخطى سعر السهم الـ 28 جنيها وذلك في أول أسبوع تداول.

مثال آخر : سهم شركة أموك ( الإسكندرية للزيوت المعدنية ) وأيضًا قد توقع العديدون نجاح هذا الاكتتاب وقد كان سعر الاكتتاب 45 جنيها وقد وصل لسعر 90 جنيهًا في اليوم التالي مباشرًة لبدء تداوله وقد تم إيقافه عدة مرات خلال الجلستين نظرًا لتخطيه الحدود السعرية في الارتفاع.


مما سبق يتضح أنه من الممكن جدًا تحقيق أرباح تزيد عن رأس المال في حالة حسن اختيار التوقيت والسهم المناسبين.

  • ربح سهل بدون أي مجهود:
    من المفهوم أن الاستثمار في البورصة لا يتطلب أي مجهود بمعنى أنك غير ملتزم بتوقيت للعمل مثلًا ولا التزام تجاه الشركات التي تقوم بشراء الأسهم فيها ولا أي شيء من هذا القبيل. ولا يوجد أي التزام سوى شراء الأسهم ورؤية الأرباح تتحقق.
  • المعلومات الاستثمارية متاحة أمام الجميع:
    يمكن بالقليل من البحث معرفة أين هو المكان والزمان الصحيحين للاستثمار في البورصة ومتى يجب الدخول للاستثمار في البورصة ومتى يجب الخروج وبالرغم من أن إتاحة المعلومات أو ما يعرف بالإفصاح هو أحد أهم مزايا الاستثمار في البورصة إلا أن بذل الجهد في تحصيل المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار الاستثماري يعتبر أحد أهم عيوب الاستثمار في البورصة كما سنذكر لاحقًا.
  • الاستثمار في البورصة لا يتطلب رأس مال كبير
    لا يشترط مبلغ معين من المال للبدء في الاستثمار في البورصة وإنما يمكن البدء بأي مبلغ متاح كما يمكن تنمية المبلغ عن طريق الدخول في العديد من العمليات الرابحة والتي تتوقف على حسن اختيار القنوات الاستثمارية الناجحة.
  • تعدد طرق الاستثمار وكسب الأموال:
    كما يتضح من العنوان فمن الممكن الربح من البورصة عن طريق الأرباح الرأسمالية الخاصة بالسهم ( الفرق بين قيمة بيع السهم وقيمة شراؤه تعرف باسم الأرباح الرأسمالية ) كما أنه من الممكن في حالة الرغبة في تقليل المخاطرة الاعتماد على الأسهم التي تقوم بتوزيع أرباح دورية في شكل كوبونات.
    أيضًا يمكن الاستثمار في سوق الأوراق المالية من خلال الاستثمار في صناديق الاستثمار والتي تعتبر درجة المخاطرة بها أقل بكثير من الاستثمار في شراء الأسهم بشكل منفصل.
    يمكن معرفة المزيد عن صناديق الاستثمار من هنا.
    أما في حالة عدم الرغبة في المخاطرة من الأساس فمن الممكن الاستثمار في السندات والتي تقوم بتوزيع قيم محددة مسبقا من الأرباح نظير الاحتفاظ بالسندات وتعتبر السندات من أقل درجات المخاطرة حيث تعتبر بأنها صاحبة مخاطرة قليلة أو معدومة.
    مما سبق يتضح تنوع القنوات الاستثمارية للاستثمار في البورصة 
هل البورصة مربحة - البورصة
هل البورصة مربحة – البورصة

عيوب الاستثمار في البورصة:

  • درجة عالية من المخاطرة:
    ينطوي الاستثمار في البورصة على درجة عالية من المخاطرة بطبيعة الحال إذ أنه من الممكن تحقيق أرباح طائلة من الاستثمار في البورصة كما يمكن أيضًا تحقيق خسائر فادحة وفي حالة تنويع المحفظة الاستثمارية فمن الممكن تحقيق أرباح كبيرة في سهم معين والتي يتم استهلاكها عن طريق خسائر كبيرة أيضًا في سهم آخر بنفس المحفظة ومن هنا تنبع أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية والاستفادة من المرونة الشرائية أو من ارتفاع درجة سيولة الأسهم في تحقيق عدة مراكز في الأسهم صاحبة السيولة العالية.
    إذا لم يكن المستثمر قادرًا على تحمل درجات المخاطرة العالية فيمكنه عوضًا عن الاستثمار في أسهم البورصة أن يقوم بالاستثمار من خلال صناديق الاستثمار – أقل من حيث المخاطرة – أو الاستثمار عن طريق السندات – مخاطرة منخفضة للغاية أو منعدمة – وذلك في حالة المستثمر الذي لا يرغب في تحمل أي درجة من درجات المخاطرة.
  • استغراق وقت طويل في البحث عن الفرص الاستثمارية:
    دائمًا يطرح المستثمرون في البورصة سؤالًا هامًا وهو كيف استثمر في البورصة وفي الواقع إن إجابة هذا السؤال في رد واحد قاطع وهو الاستثمار الناجح في البورصة هو عن طريق إيجاد الفرص الاستثمارية المناسبة والمربحة ويتطلب ذلك البحث عن الشركات التي يكون القرار الاستثماري فيها بالشراء قرارًا صائبًا ويتم ذلك من خلال دراسة الشركات المرشحة كفرص استثمارية من حيث دراسة القوائم المالية ومعدلات سيولة السهم وكذلك الأخذ برأي المحللين الفنيين لمعرفة الاتجاه العام للسهم سواء كان صعودًا أو هبوطًا.
    هناك بعض الأسهم المعروفة في سوق الأوراق المالية كأسهم ذهبية أو أسهم لا تخسر وتعتبر من أفضل شركات الاستثمار في البورصة ( مثل سهم البنك التجاري الدولي وسهم شركة المجموعة المالية – هيرمس ) حيث أن هاتين الشركتين حتى وإن انخفضت عن قيمة شرائها إلا أنها لا تلبث أن تعود لمعدلاتها السعرية سريعًا والمعروفة للجميع.
    مما سبق يتضح أن المستثمر يحتاج لوقت طويل للغاية قبل الشراء والاستثمار في الأسواق المالية وهو ما يعتبر من أهم شروط الاستثمار في البورصة بشكل ناجح حيث يجب عليه دراسة السوق باستفاضة أيضًا ينبغي عليه تعلم أساليب التحليل المالي والتحليل الفني كما يجب عليه تعلم كيفية قراءة القوائم المالية وأيضًا يجب عليه معرفة المصادر الحقيقية غير المغلوطة للحصول على هذه القوائم بشكل صحيح.

يبدو الأمر صعبًا إلا أنه بمجرد تعلمه يصبح بسيطًا وروتينيًا في حالة اتخاذ القرارات الاستثمارية للشراء في أحد الأسهم.

  • الاستثمار العاطفي:
    هي حالة لطيفة تلازم المستثمرين في حالة قيامهم بتحقيق أرباح كبيرة من أحد الأسهم فتتكون عنده قناعه بأن هذا السهم لا يخسر أبدا. ويترتب على ذلك بطبيعة الحال تكبد المستثمر لخسائر كبيرة نظرًا لقيامه بالشراء في هذا السهم بالتحديد بدون دراسة واعتمادًا على عاطفته فقط في اتخاذ القرار الاستثماري.


نوع آخر من أنواع الاستثمار العاطفي وهو ما يتعلق بمتابعة الأسعار على شاشة التداول على مدار الساعة مما يؤدي إلى العديد من عمليات البيع بخسائر برغم أن الأسهم قد تعود إلى معدلاتها السعرية بعد ذلك. ولحل هذا المشكل يجب متابعة أسعار الأسهم بشكل دوري من خلال التقارير اليومية أو ما شابه وعدم متابعة أسعار الأسهم على مدار جلسة التداول. 

اقرأ أيضا على موقع المجرة 
خطوات زيادة العوائد عن طريق التنويع في المحفظة الاستثمارية
4 استراتيجيات مربحة للاستثمار في سوق الأوراق المالية

هل البورصة مربحة - البورصة المصرية
هل البورصة مربحة – البورصة المصرية

 

نعود إلى السؤال الأساسي .. هل البورصة مربحة ؟

بعد استعراض مزايا وعيوب الاستثمار في البورصة يتضح أن إجابة سؤال هل البورصة مربحة هي ( نعم ) البورصة مربحة جدًا. بشرط اتخاذ القرار المناسب بما يتعلق بالسهم المناسب والتوقيت المناسب لشراء هذا السهم وهو ما يتطلب إجراء بحث بشكل صحيح عن السهم المرشح للشراء وعدم اتباع ما يعرف بالاستثمار العاطفي وبطبيعة الحال تقبل المخاطرة بدرجات عالية إذا كان المستثمر يرغب في تحقيق أرباح عالية.

ما هو عائد استثمار 1000 جنيه في البورصة:

في الواقع لا يمكن طرح السؤال بهذا الشكل وإنما يمكن طرح السؤال فيما يتعلق بالعملية الاستثمارية ككل حيث أن هناك أسهم تزيد قيمة السهم الواحد عن مبلغ 1000 جنيه بحيث لا يمكن استثمار 1000 جنيه في البورصة والاكتفاء بذلك. أيضًا هناك أسهم يكفي مبلغ 1000 جنيه لشراء أربعة أو خمسة أسهم منها بالكاد.
فعلى أرض الواقع لا يمكن استثمار 1000 جنيه في البورصة فقط وإنما يجب أن يكون المبلغ أكبر من ذلك طبعًا ثم تقسيم الأرباح الناتجة من التداول في البورصة لمعرفة ربحية مبلغ الـ 1000 جنيه بالنسبة إلى العملية الاستثمارية ككل.

على سبيل المثال إن كان إجمالي المبلغ المستثمر هو 200 ألف جنيه وتحقق جراء هذا الاستثمار خلال فترة معينة أرباح قدرها 50 ألف جنيه. تكون ربحية (عائد استثمار) مبلغ الـ 1000 جنيه تساوي 250 جنيها.

هل البورصة مربحة - حكم الاستثمار في البورصة
هل البورصة مربحة – حكم الاستثمار في البورصة

ما هو حكم الاستثمار في البورصة:

لن نجيب على هذا السؤال بناء على فتوى دينية بعينها وإنما سنجيب على السؤال من وجهة النظر الاقتصادية حيث إننا قد ذكرنا في مقال سابق بعنوان والذي تناول معلومات هامة عن البورصة أن ما تقوم بشرائه من أسهم هي تمثل حصة لك في الشركة التي قمت بشراء أسهم بها. بمعنى آخر أن قيامك بشراء أسهم أحد الشركات هو بمثابة صك شراكه أو ملكية لحصة في هذه الشركة.


أما عن العوائد التي يتم تحقيقها من هذه الأسهم فهي تعتبر حصة من الأرباح وليس فيها ما يشوبها من حيث المراهنات أو المقامرات أو ما شابه حيث أنها تعتمد بشكل كامل على نتائج أعمال الشركات التي قد تم الاستثمار فيها وفقًا لسياسات توزيع الأرباح في كل شركة من الشركات.
وعلى ذلك فوفقا لفهمنا لوجهة النطر الاقتصادية فقط يمكننا القول إن الاستثمار في البورصة لا تشوبه شبهة المقامرة وعلى ذلك فلا يوجد ما يمنع من الاستثمار في البورصة.

أتمنى أن نكون قد وفقنا في الإجابة عن سؤال هل البورصة مربحة وكافة الأسئلة التي قد تدور بخاطر كافة المستثمرين أو من يرغب في بدء الاستثمار في البورصة المصرية من خلال موقعنا موقع المجرة. لا تتردد في التواصل معنا من خلال قسم التعليقات في الأسفل. 

أضف تعليق