لا شك أن الحمل السليم المتوج بولادة آمنة لطفل معافى هو حلم كل امرأة، غير أن هناك بعض الحالات غير الطبيعية للحمل، تستلزم منا وقفةً لنلقي الضوء عليها ومعرفة المزيد عنها، مثل: الحمل العنقودي، فما هو؟ وما هي أسبابه وطرق التخلص منه؟ هذا ما سنجيبكِ عنه الآن خلال هذا الموضوع.
محتويات الموضوع
الحمل العنقودي وأهم أنواعه
يعرف هذا النوع من الحمل بأنه نمو غير سليم للخلايا المكونة للمشيمة، وهو ما يعرف بالأرومة، ومن المعروف أن المشيمة هي الجزء الذي يتغذى من خلالها الجنين فور نشأته، بتخصيب الحيوان المنوي للبويضة، وبهذا يظهر الخلل بتكوين المشيمة وانقسامها لأكياس وحويصلات وورم غير سرطاني، إلا إنه يمكن له أن يكون سرطانياً “بل ومن أندر أنواع الخلايا السرطانية أيضاً مع تطوره”.
أنواع الحمل العنقودي
لا يرتقي هذا النوع من الحمل لأن يكون حملاً بالفعل، حيث يمنع من تكوين خلايا سليمةً للجنين، ولا ينتهي بولادة أبدًا؛ حتى بأحسن حالاته وأنواعه، غير إنه يؤثر بشكل كبير على ارتفاع هرمون الحمل بالدم، ويعطي نتائج إيجابية واضحة باختبارات الحمل، بكلا نوعيه، التي تنحصر في:
حمل عنقودي جزئي
بهذا النوع قد يصيب الخلل جزء من خلايا المشيمة دون الآخر، وبهذا يسمح بوجود جنين بالفعل، لكنه جنين بلا أمل في تمام نموه وخروجه للحياة سليماً بالفعل، فهي حالات تنتهي بالإجهاض ببداية الحمل، أو خلال الأشهر الأولى منه.
حمل عنقودي كلي
في هذا النوع من الحمل تتكون خلايا المشيمة بشكل غير طبيعي، تتمثل في حويصلات وأكياس مائية، لا تعبر عن حمل بالفعل، ولا يمكن أن يتواجد بها جنين على الإطلاق.
أعراض حمل المولي
لا يظهر أيٍ من الأعراض الغريبة التي تشير لكون هذا الحمل حملاً عنقودياً ببداية الحمل، بل يبدو كحمل سليم إلى أن تبدأ الأعراض بالظهور مع الوقت، والتي تتمثل فيما يلي:
- ارتفاع بضغط الدم، ربما يتسبب بتسمم الحمل.
- ظهور المشيمة السميكة المتكونة من تكيسات تعمل على امتلاء ما بالرحم من تجاويف.
- الإصابة بفرط الغدة الدرقية، إضافةً إلى الأنيميا.
- الشعور بالغثيان والرغبة بالتقيؤ.
- خروج حويصة أو كيسة شبيهة بشكل العنب.
- الشعور بضغط مزعج مصاحب بألم بمنطقة الحوض.
- تسارع وتضخم كبير بحجم الرحم، مقارنةً بالمرحلة التي يفترض أن يكون بها الحمل لو كان حملاً سليماً.
- نزيف مهبلي بدم فاتح أو بني اللون، بالشهور الأولى من الحمل.
أسباب الحمل العنقودي
بالحالات الطبيعية تتكون الخلايا الطبيعية للإنسان من 23 زوجاً من الكروموسومات، ما يعني وجود 46 كروموسوم باندماج كروموسومات كل من الأم والأب معاً، إلا أن هناك بعض الخلل والتغيرات التي قد تؤدي بالنهاية لحمل عنقودي تفصيلها كالتالي:
- فقدان الكروموسومات الخاصة بالأم، والاعتماد الكامل على كروموسومات الأب فقط، مع تضاعف هذه الكروموسومات ذات المصدر الأبوي.
- بحالات حمل العنقودي الجزئي؛ لا تختفي الكروموسومات الخاصة بالأم، بل تتضاعف الكروموسومات الخاصة بالأب؛ لتحتوي البويضة الملقحة بذلك على نحو 69 صبغياً.
- تلقيح بويضة واحدة بحيوانين منويين معاً.
عوامل الخطورة في الحمل العنقودي
على الرغم من عدم وضوح الأسباب وراء الإصابة بهذا النوع من الحمل، إلا إن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر التعرض له، متمثلةً بالنقاط المهمة التالية:
- العرق: يكثر ظهور الحمل المولي أو العداري بنسبة أكبر لدى النساء اللواتي لهن أصول ترجع لجنوب شرق آسيا.
- العمر: غالباً ما تكون نسبة التعرض للحمل العداري أو المولي لدى السيدات فوق الخامسة والثلاثين، أو دون الخامسة والعشرين.
- التعرض لحمل مماثل سابق: ترتفع نسبة التعرض للحمل المولي إذا سبق للمرأة التعرض له بحمل سابق، بمقدار العشرة أضعاف مقارنةً بالنساء الأخريات.
- الولادات المتكررة: حيث تتعرض السيدات اللاتي مررن بالكثير من الولادات السابقة للحمل المولي، بدرجة أكبر ممن مررن بمرات قليلة العدد من الولادات.
مضاعفات الحمل العنقودي
بالكثير من حالات الإصابة بحمل عنقودي والتي تصل لنحو 10%، وبعد التخلص الفعلي منه بالطرق والتدخلات الطبية، يمكنه أن يعود مرةً أخرى ويكون أشد خطراً، يحدث هذا عند وجود بعض بقايا الخلايا المشيمية المريضة بالرحم، فتستمر بذلك في النمو المتزايد؛ حتى تخترق بهذا جدار الرحم؛ لتتحول لخلايا سرطانية تعرف بـ “السرطانية المشيمائية”.
قد تتفشى وتنتشر لتصل لأماكن أخرى بالجسم، وبهذا تحتاج لدمج بعض الأدوية الكيميائية التي سجلت نجاحاً كبيراً بالكثير من الحالات، الجدير بالذكر أن هذه الخلايا تستمر في الحفاظ على هرمون الحمل مرتفعاً بالدم؛ مما يسجل إيجابيةً لاختبارات الحمل.
الطرق المعتبرة في التشخيص
بالغالب يتم تشخيص الحمل العنقودي من أعراضه الواضحة، إضافةً للأشعة فوق الصوتية التي تتم عبر المهبل، حيث توضح عدم وجود جنين من الأساس، ولا سائل سلوي، إضافةً لبعض الأعراض الأخرى التي تؤكد نفس التشخيص، إلى جانب بعض الإجراءات التالية الأخرى:
- فحص مدى قوة الدم، ونسبة السموم الموجودة به.
- مستويات هرمون الحمل المرتفعة بشكل لا يتوافق مع المرحلة المفترض أن يكون عليها الحمل.
- تشخيص نسيجي يتم عن طريق أخذ عينة من الأنسجة، وتعتبر هذه الطريقة أهم طرق التشخيص، وأكثرها تأكيداً على وجود حمل المولي.
- الفحص الدقيق؛ لتحديد مستويات هرمون الغدة الدرقية.
طرق علاج الحمل العنقودي
لا يوجد علاج بالعالم يحول هذه الأنسجة المشوهة لخلايا جنين سليم قابل للتطور والخروج إلى الحياة، بل تعتبر الطريقة الوحيدة هي: التخلص منه؛ للحماية من التعرض لمخاطر المضاعفات المترتبة على طول فترة وجوده بالرحم، والذي يتم عن طريق تحديد الطبيب لأنسب خيارات التخلص المتمثلة في التالي:
إجراء عملية شفط الخلايا
يعتبر إجراء عملية الشفط ضرورية إذا رأى الطبيب إمكانية ذلك، وهي عملية تتم عن طريق المهبل ولا تستدعي بالضرورة شق البطن وإجراء جراحة، تتم في غضون خمسة عشر دقيقة إلى نصف الساعة تقريباً، تحت تأثير المخدر الموضعي، أو التخدير الكامل للحامل.
العلاج بالأدوية
يلجأ الطبيب لمثل هذا النوع من طرق التخلص من الحمل العنقودي عند صعوبة التخلص منه بالشفط لكبر الحجم، فيتم تعاطي الأدوية المناسبة بالبداية؛ لتخرج خلاياه بعد ذلك عن طريق المهبل.
استئصال الرحم
بالرغم من صعوبة هذا الخيار، إلا إن بعض الأطباء يلجأون إليه عند عدم الرغبة المستقبلية بالإنجاب؛ لضمان عدم تكرار هذا النوع من الحمل، وتفادياً للعديد من المخاطر التي تمثل خطراً كبيراً على حياة المرأة.
طرق الوقاية من المولي
يعد المرور بهذا النوع من الحمل والتخلص منه من الأمور المرهقة جسدياً ونفسياً، والتي تتطلب الكثير من الحذر والمتابعة الطبية المنتظمة، لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة والمتكررة؛ لضمان رجوع هرمون الحمل للصفر؛ للتأكد من عدم وجود بقايا خلايا متطورة بالرحم.
إمكانية تكرار الحمل العنقودي
يعتبر التعرض لهذا النوع من الحمل مؤشراً على تكراره لاحقاً بنسبة ضعيفة جداً تصل لنحو 1%؛ مما يعني أن 99 من السيدات يحصلن على حمل طبيعي بالفعل؛ لذا فلا داعي للقلق، غير أن تعرضكِ لأكثر من حمل عنقودي يرفع من نسبة وجوده مراراً لتصل لنحو 15 أي 30%، وغالباً ما سيكون من النوع النسيجي الخطر؛ لذا ينبغي الحرص على التشخيص المبكر، والعلاج الكامل المناسب؛ للوقاية من تكراره، والحصول على جنين سليم سوى.
متى يمكنني التخطيط لحمل جديد؟
غالباً ما يتطلب التخطيط لحمل جديد بعد التخلص من الحمل العنقودي بعض الإجراءات المهمة، التي تضمن عدم تكرار هذا النوع من الحمل، ولحماية المرأة من مخاطر مضاعفات وجوده الخفية، عند وجود بقايا الخلايا المشوهة بالرحم، أهمها: متابعة مستوى هرمون الحمل لما لا يقل عن ستة أشهر.
بهذا يتم التأكد من عدم وجود ما يثير القلق من وجود خلايا فاسدة تتطور بالخفاء داخل الرحم، وقد ينصح الطبيب ببعض الحالات تأجيل الحمل لعام كامل لعدم المخاطرة، أما ببعض الحالات النادرة فقد يستوجب الأمر تناول أدوية كيميائية، لنجاح التخلص من هذه البقايا إذا لزم الأمر، وغالباً ما ينجح هذا النوع من العلاج بمثل هذه الحالات.
بالختام… نؤكد على ضرورة المتابعة الطبية من أول يوم بالحمل، والتأكد من القيام بالفحوصات والإجراءات اللازمة، والتأكد من حصولك على حمل سليم؛ لتتجنبي مخاطر الحمل العنقودي ومضاعفاته الخطيرة، وتنعمي بقرة عين معافاة سليمة عاجلاً غير آجل ويمكنك متابعة موقع مليون صحة للتعرف علي كيفية المحافظة علي صحتك وصحة الجنين في فترة الحمل.
اقرأ أيضا المقال التالي للتعرف على : أفضل دواء لعلاج المعدة بالأدوية والأعشاب الطبيعية