وادي وج في الطائف

تشتهر المملكة العربية السعودية بأوديتها الكثيرة والمتنوعة ومن بين أشهر هذه الأودية هو وادي وج في مدينة الطائف التي تعد من أهم المدن السعودية وهي من أهم المنتجعات السياحية الموجودة في المملكة وذلك لجمالها وطبيعتها الخلابة ومياهها العذبة لذلك سوف نتعرف أكثر على وادي وج وما سبب تسميته بهذا الإسم تابع معنا المزيد من التفاصيل على موقع المجرة.

وادي وج قديمًا

كان وادي وج في القدم ينسب إلى قبيلة ثقيف وقد تم ذكر إسم وادي وج في المنازعة الشهيرة التي حدثت بين قسي بن معاوية وبين مراد بن مزحج عندما رفعوا أمرهم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما قيل أيضًا أن سفينة نوح عليه السلام كانت في وادي وج في الطائف حيث قيل أن نوح عليه السلام كان يقوم ببناء سفينته في هذا الوادي الذي لا يحتوي على ماء ولا يوجد بجانبه أي نهر أو بحر وكان المارة يسخرون منه ويقولون له كيف ستمشي السفينة هل ستسير بين الرمال.

وادي وج
وادي وج

سبب تسمية وادي وج بهذا الإسم

اختلفت الآراء حول تسمية وادي وج بهذا الإسم ومن أشهر تلك الآراء أنه قيل أن إسم وادي وج يرجع إلى إسم مدينة الطائف قديمًا حيث كان يطلق عليها اسم وج، لكن كتب التاريخ أثبتت أن هذا الاسم قديم جدًا أقدم من قبيلة ثقيف نفسها وكان يعتقد في السابق أن هذا الوادي كانت تسيل فيه الدماء وأنه كان محاط بالكثير من المزارع.

تسمية الطائف بوج قديمًا

تعد مدينة الطائف من المدن الجبلية التي تقع في الجزء الغربي من السعودية وهي مختلفة عن باقي مدن المملكة فهي من أبرد المدن في فصل الشتاء لدرجة أن مياهها تتجمد، وهذا لأنها مرتفعة عن سطح البحر مسافة تتراوح من 1400 إلى 2500 وتمتاز مدينة الطائف بموقعها المميز والذي يساعدها في زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية، فسابقًا كانت جميع أنواع الفواكه تأتي للمملكة من مدينة الطائف، كما أنها من أفضل المدن التي تمتاز باعتدال جوها لذلك فهي من أكثر الأماكن التي يتردد عليها السكان في الصيف لقضاء وقت ممتع ولقد اختلف المؤرخون في السبب وراء تسمية مدينة الطائف بهذا الإسم حيث ورد في العديد من المراجع التاريخية أن مدينة الطائف قديمًا كانت تسمى باسم وج وذلك نسبة لوادي وج في الطائف وقد قيل أيضًا نسبة إلى رجل عملاق سكن في الطائف في العصور القديمة كان يسمى وج بن عبد الحي، وقد انتشرت بعد ذلك قبيلة ثقيف في الطائف وسكنوها وقاموا ببناء أسوار كثيرة حولها وبعد ذلك أطلق عليها اسم الطائف وذلك نسبة للحائط الذي يطوف بها واسم الطائف في اللغة العربية يعني العسعس الذي يتجول حول المنازل في الليل وقد قيل أيضًا أن سبب تسميتها بالطائف أنها طافت على الماء في يوم الطوفان.

سكان مدينة الطائف سابقًا

كانت تمتاز مدينة الطائف قديمًا بكثرة الأماكن التاريخية والحضارية فيها وقد كان أكثر سكانها من السكان الأصليين الذين سكنوا الطائف منذ ولادتهم وكانوا ينقسمون إلى ثلاث أقسام وهم:
● العمالقة
وهم القبيلة التي سكنت الطائف وسميت وج نسبة إلى وادي وج في الطائف ونسبة إلى رجل عملاق كان يسكن الطائف ويسمى وج بن عبد الحي.
● بنو مهلائيل
وهو من الأمم البائدة الذين سكنوا في الطائف قبل حدوث الطوفان وذلك وفقًا لما ذكره المؤرخون.
● بعض القبائل
حيث سكن الطائف مجموعة متعددة من القبائل العربية مثل قبيلة ثقيف وقبيلة إياد وقبيلة عدنان.

وادي وج
وادي وج

أهمية وادي وج

تمتاز مدينة الطائف بتضاريسها المتنوعة والرائعة وذلك بسبب موقعها المميز على جبال السروات حيث أنها تعلو عن مستوى سطح البحر بحوالي 1700م وهي منحصرة بين العديد من السهول والأودية وتقع مدينة الطائف على أرض منحدرة وحولها مجموعة من الأودية ومن أشهر وأهم تلك الأودية هو وادي وج الذي يعد الفاصل الطبيعي الذي يقسم الطائف إلى قسمين وهو مشترك مع وادي العرج في الناحية الشرقية.

الصيد في وادي وج

لقد اختلف العلماء في حكم قتل الصيد أو قطع الأشجار في وادي وج حيث أن آراء العلماء قد جاءت على النحو التالي:
● رأي الفقهاء
يرى الفقهاء أن وادي وج ما هو إلا وادي من ضمن الأودية المتواجدة في السعودية وأنه ليس مكان معظم أو مقدس أي أنه يتاح فيه قتل الصيد وقطع الأشجار وأنه لا يوجد حرمانيه في ذلك وأكدوا أنه لا يوجد أماكن مقدسة سوا مكة المكرمة والمدينة المنورة في جميع بقاع الأرض وأن كل ما قيل في غير ذلك فهو كلام مرسل ليس له أساس من الصحة.
● رأي الحنفية
كان هناك اختلاف بين آراء الحنفية وآراء الفقهاء حيث يرى الحنفية أن وادي وج من الأماكن التي يحرم فيها صيد الحيوانات البرية وصيد الطيور ويحرم أيضًا قطع أشجارها وقد استدلوا بذلك بحديث لابن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن صيد وج وعضاهه حرم محرم لله ).
ولكن الجمهور قد ردوا على هذا الحديث بأنه حديث غير مستند ولا يعتمد عليه في تحريم الصيد أو قطع الأشجار في وادي وج.
● رأي الشافعية
قد انحاز الشافعية إلى رأي الحنفية وقالوا إن وادي وج يحرم قتل الصيد فيه أو قطع الأشجار وأن له حرمانيه عن باقي الوديان المتواجدة في السعودية.

طريق وادي وج الطائف

يعد طريق وادي وج في الطائف من الطرق الحيوية جدًا والهامة وذلك لأنه يعد الشريان الذي يوصل إلى مدينة الطائف وهو يقع في وسطها، وتحرص الحكومة السعودية على تطوير هذا الطريق بشكل مستمر و توسيعه لأن يعد طريق مهم لجميع الزوار الذين يحرصون على التردد لمدينة الطائف للاستمتاع بجمال طبيعتها ومياهها العذبة واوديتها الرائعة، ولكن مع العلم أن طريق وادي وج في الفترة الأخيرة أصبح يصنف من ضمن الطرق الخطيرة في المملكة حيث أن نسبة حوادث السيارات قد زادت فيه مؤخرًا وأصبحت متكررة هذا بالإضافة إلى أن الطريق لا يوجد به جسور مخصصة للمارة كما أنه مزدحم جدًا خاصة في وقت الصباح والظهيرة وللحرص على تجنب الزحام يفضل السير فيه بالليل وتحرص الحكومة السعودية حاليًا على البحث عن العديد من الحلول المناسبة والمدروسة جيدًا لكي تقلل من نسبة حوادث السيارات في طريق واد وج لكي يصبح الطريق آمن جدًا على الزوار والسياح الذي يرغبون في التردد على مدينة الطائف بشكل مستمر.
أبرز ما قيل عن الطائف
هناك الكثير من المؤرخين الذين ذكروا مدينة الطائف في مؤرخاتهم وقالوا:
● أن الطائف هي عروس المصايف وذلك لجمال جوها.
● الطائف هي مصدر هام للثروة الإقتصادية وهذا بسبب مياهها العذبة ومناخها المعتدل مما جعل تربتها خصبة وقابلة للإنتاج الزراعي.
● ضمت الطائف في جوانبها الكثير من الأبطال والشجعان ورجال السياسة ورجال الأعمال وأهل العلم.
● كما ذكر أيضًا أن هناك العديد من الزوار ذهبوا إلى مدينة الطائف لأنهم كانوا يعانون من أمراض وقد شفاهم الله عندما ذهبوا للطائف وشربوا من مياهها العذبة واستمتعوا بهواها الرائع والمميز.

أضف تعليق