مؤشر ستاندرد اند بورز 500

يعتبر مؤشر ستاندرد اند بورز 500 من أهم المؤشرات في الأسواق العالمية بشكل عام و في الأسواق الأمريكية بشكل خاص إن لم يكن أهمها على الإطلاق فهو يعمل جنبًا إلى جنب مع مؤشر داو جونز الشهير ( DJIA )  و الذي يعرف بالمؤشر الصناعي ومؤشر ناسداك 100 والذي يضم  المائة سهم الأكثر نشاطًا في السوق الأمريكية ( NASDAQ 100 )  و الذي يشبه إلى حد كبير مؤشر EGX 100  والمتعلق بالبورصة المصرية.

يشتمل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 – ( S&P 500 )  على أسهم 500  شركة مدرجة في السوق الأمريكية و يتم إدارتها من خلال وكالة التصنيف المالي والمعروفة بنفس اسم المؤشر.

يعتبر مؤشر ستاندرد اند بورز 500 من أعلى المؤشرات من حيث التمثيل العالمي وذلك لعدة اعتبارات من أهمها أنه المؤشر القياسي في جميع أنحاء العالم ويعود ذلك إلى أهميته كمؤشر رئيسي يتم متابعته من خلال المستثمرين للوقوف على الأوضاع الاقتصادية و معرفة الاتجاه العام للاقتصاد في العالم بشكل عام.

ما هو مؤشر ستاندرد اند بورز 500 وكيف ومتى نشأ ؟

نشأ مؤشر ستاندرد اند بورز 500 في 4 مارس من العام 1957 من خلال وكالة التصنيف المالي المعروفة بنفس الاسم ( ستاندرد اند بورز ) و التي قد تشكلت  قبل نشأة المؤشر بشكله الحالي بنحو ستة عشر عامًا و التي كانت قد نتجت عن اندماج شركتي بورز للنشر و ستاندرد للإحصاء في عام 1941.

مؤشر ستاندرد اند بورز 500 .
مؤشر ستاندرد اند بورز 500

و بالرجوع للوراء لعدة سنوات قبل هذا التاريخ تكتشف أن مؤشر ستاندرد آند بورز كان قد نشأ قبل إطلاقه بشكله النهائي رسميًا في عام 1923 وكان يمثل 233 شركة من السوق الأمريكي ثم تطور بالتزامن مع انضمام شركتي ستاندرد للإحصاء و بورز للنشر في عام 1941 لتشمل 416 شركة من شركات  السوق الأمريكي حتى عام 1957 ليصبح عدد الشركات المقيدة بالمؤشر 500 شركة و التي يتم تداولها الآن بسوق الأوراق المالية بالولايات المتحدة الأمريكية.

و منذ هذا الوقت أصبح مؤشر ستاندرد اند بورز 500 هو المؤشر الأوسع نطاقًا، ليس في الولايات المتحدة فحسب و لكن في كل أنحاء العالم ليصبح بديلًا عن مؤشر داو جونز 30 و الذي كان يتم الاعتماد عليه كمؤشر رئيسي في ذلك الوقت.

 

اقرأ أيضًا: أنواع مؤشرات أسهم البورصة المصرية |مؤشر البورصة EGX 30 – EGX 70 – EGX 100

اقرأ أيضًا: تطبيق ثاندر – Thndr App | إبدأ التداول الآن مع تطبيق ثاندر

اقرأ أيضًا: 6 أنواع لمخاطر الاستثمار في سوق الأوراق المالية “البورصة”

 

# يقودنا ذلك إلى سؤال هام للغاية .. ماهو الفرق بين مؤشر ستاندرد آند بورز  500 و مؤشر داو جونز 30 ؟

–  يعبر مؤشر ستاندرد اند بورز 500 عن السوق بشكل أوسع نطاقًا حيث أنه يحتوي على الأسهم المسجلة ل 500 شركة من كافة القطاعات ( ليس 500 سهم وإنما أسهم 500 شركة و سنفهم معنى ذلك بالتفصيل بعد قليل ) في حين يحتوي مؤشر داو جونز 30 على أنشط 30 سهم من الأسهم الصناعية في السوق.

–         يتم حساب سعر مؤشر ستاندرد اند بورز 500 عن طريق حساب القيمة السوقية للشركات المدرجة فيه في حين أن مؤشر داو جونز 30 يعتمد بشكل أساسي على حساب أسعار الأسهم بطريقة الترجيح وعلى ذلك فإن المؤشر يستند بشكل رئيسي على القيمة السوقية وليس سعر السهم  بمعنى أنه إذا تغير سعر السهم لشركة كبيرة من واحدة من أسهم مؤشر ستاندرد اند بورز بقيمة دولار واحد فإن ذلك سوف ينعكس على المؤشر بشكل عام و بفارق كبير و العكس صحيح إن كان التغير بنفس القيمة و لكن لشركة من الشركات الصغيرة ومؤشر ستاندرد آند بورز فإن التغير لن يكون كبيرًا و يرجع ذلك إلى أن الشركة الكبيرة سيكون عدد أسهمها المطروحة أكبر بكثير من الشركة الصغيرة و الذي سينعكس بشكل أساسي على قيمتها السوقية وبالتالي ستتأثر بذلك قيمة المؤشر بشكل كلي.

–         أدى ذلك بشكل أساسي إلى كون مؤشر ستاندرد اند بورز هو الأقدر تمثيلًا لوضع السوق و أيضًا توقعات مؤشر ستاندرد اند بورز 500 هي الأكثر قبولًا لدى المستثمرين و الأكثر قابلية للتطبيق في الأسواق العالمية.

مكونات مؤشر ستاندرد اند بورز 500 -( S&P500 ):

– كما يتضح من الأسم فإن مؤشر ستاندرد اند بورز 500 يشتمل على أسهم 500 شركة ( و ليس 500 سهم ) و يعود ذلك إلى أن مؤشر ستاندردا ند بورز 500 قد يحتوي على فئتين أو أكثر لنفس الشركة و لعل أبرز الأمثلة على ذلك هي أسهم شركة فيسبوك الشهيرة FACEBOOK INC  حيث تشغل في المؤشر فئتين و شركة جوجل ALPHABET INC  تشغل في المؤشر 3 فئات وغير ذلك الكثير.

– بالإضافة إلى جوجل و فيسبوك نجد العديد من الشركات المعروفة على مستوى العالم كأحد شركات مؤشر ستاندرد اند بورز 500 على سبيل المثال وليس الحصر شركة أمازون و شركة أبل و بنك أوف أمريكا Bank of America و شركة تسلا الشهيرة لصاحبها المثير للجدل إيلون ماسك و أيضا شركة جونسون آند جونسون المعروفة.

– وفقا لـ S&P Dowjones فإنه في عام 2021 كانت أكثر القطاعات الرئيسية لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 هي قطاع التكنولوجيا و يحتل 26.2 % من قيمة المؤشر يليه قطاع الرعاية الصحية و يحتل 13 % من قيمة المؤشر و قطاع الاستهلاك بقيمة 12.1 % من قيمة المؤشر و يليه القطاع المالي ب 11.9% من قيمة المؤشر ثم قطاع الاتصالات 11.1% ثم يليه بعد ذلك قطاع الصناعة و السلع الاستهلاكية و المرافق العامة و العقارات بقيم أقل من 10% حتى 2.5%.

و كما هو معروف لنا جميعًا فإن المؤشرات لا تحتوي نفس أسهم الشركات طوال الوقت فهناك أسهم تنضم للمؤشر و أخرى تغادره وذلك وفقًا لمعايير الإنضمام للمؤشر.

فما هي معايير انضمام الشركات لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 ؟

لكي تنضم إحدى الشركات لمؤشر ستاندرد اند بورز 500 يجب أن تتوفر بها بعض الشروط المالية المؤهلة من أهمها:

  •       أن يكون رأس مال الشركة لا يقل عن 4 مليار دولار.
  •       أن يكون الحد الأدنى للتداول هو 3 مليون سهم سنويًا و لا يقل عن 250 ألف سهم شهريًا.
  •       أن تكون نسبة القيمة السوقية إلى حجم التداول خلال العام ( مقدرة بالدولار ) أكبر من أو تساوي 1.

ما هي أهم مزايا و عيوب الاستثمار في أسهم مؤشر ستاندرد اند بورز ؟

كما تُظهر توقعات مؤشر أسهم ستاندرد آند بورز 500 الاتجاه العام للسوق بشكل أفضل من المؤشرات الأخرى مثل مؤشر ناسداك أو مؤشر داو جونز فإن للاستثمار في أسهم مؤشر ستاندرد آند بورز ميزات كبيرة و لكن الأمر لا يخلو من العيوب أيضًا.

  مميزات الاستثمار في أسهم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 :

  •       تتسم أسهم مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بسيولة عالية ( إتاحة العرض و الطلب و سرعة التنفيذ على الأسهم بالأسعار المحددة ) ويعني ذلك إمكانية التداول على الأسهم وسرعة التنفيذ عليها طالما أنه لم يتم إغلاق جلسة التداول.
  •       يمكن الاستفادة من فروق الأسعار الناتجة عن فتح الجلسة بسعر أقل من آخر سعر تداول.
  •       يوجد فروق سعرية كبيرة يمكن تحقيقها نتيجة لارتفاع رأس المال السوقي للشركات المؤشر مما يؤدي إلى تحسين المراكز البيعية للأسهم بشكل ملائم طوال الوقت.

عيوب الاستثمار في أسهم مؤشر ستاندرد اند بورز 500 :

  •       الفروق السعرية ( الفجوات السعرية ) التي يتم تحقيقها كنتيجة طبيعية لارتفاع قيمة رأس المال السوقي لشركات المؤشر قد يكون عيبًا خطيرًا لبعض المستثمرين كما قد يكون ميزة هامة جدًا لمستثمرين آخرين.
  •       أسلوب الرافعة المالية: عند استخدامها بشكل غير صحيح في عمليات المضاربة بمبالغ كبيرة قد تكون عيبًا خطيرًا و الذي بدوره قد يؤدي إلى خسائر وخيمة.

و من الجدير بالذكر أنه قد تم انشاء مؤشر من خلال بورصة شيكاغو يعرف بأسم مؤشر الخوف أو مؤشر الفزع و هو مؤشر VIX  لبورصة شيكاغو و الذي قد تم إنشاؤه في عام 1993 ويعمل بشكل مباشر مع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 والذي يعبر عن معدل التذبذب و الانحراف في فترة الـ 30 يومًا الأخيرة.

و يعمل مؤشر الخوف أو مؤشر الفزع عن طريق أخذ مؤشر ستاندرد اند بورز 500 كمرجع و يتم تكراره كخيار فإذا زاد التقلب أو التذبذب في مؤشر الخوف VIX  فإن توقعات أسهم مؤشر ستاندرد آند بورز تشير إلى تقلبات سعرية شديدة و العكس إن قلت قيمة التذبذب في مؤشر الخوف فإن التوقعات في مؤشر ستاندرد اند بورز 500 تشير إلى استقرار في الأسعار.

المستوى الطبيعي لمؤشر الخوف VIX  هو من 20-30 فإن قلت قيمة مؤشر VIX  عن 20 فإن ذلك يدل على أن السوق مستقر و تشير توقعات مؤشر ستاندرد اند بورز 500 إلى استقرار نسبي و ليس هناك ما يدعو للقلق.

إما أن استقرت النسبة عند قيمة من 20-30 فهذا يدل على الاستقرار و لكن ينبغي الحذر والاستعداد لأي تقلبات محتملة في أي وقت.

أما إذا كانت قيمة المؤشر أكبر من 30 فهذا يعني أن السوق متقلب و عليه فإن المستثمرين قد يحجمون عن عن التعامل في الأسواق في هذه الحالة بل و قد يتراجعوا عن استثمارات قائمة بالفعل و يتم تسييل مراكز بأكملها ولهذا يعرف باسم مؤشر الفزع.

علي سبيل المثال:

إذا كانت أسهم مؤشر ستاندرد اند بورز 500 في منحنى انخفاض ( Downtrend )  و في نفس الوقت مؤشر VIX  لديه قيمة أكبر من 30 فإن ذلك يشير إلى توقعات باستمرار أسهم مؤشر ستاندرد آند بورز  500 في الانخفاض و العكس صحيح إن كانت أسهم مؤشر ستاندرد اند بورز 500 في منحنى صعود ( Uptrend )  أو اتجاه عرضي ( Sideways )  و في نفس الوقت قيمة مؤشر VIX  أقل من 20 فإن ذلك قد يعكس توقعات باستقرار الأسهم مؤشر ستاندرد اند بورز 500 وبالتالي جذب مزيد من المستثمرين للاستثمار في أسهم مؤشر ستاندرد اند بورز 500.

أضف تعليق