صناديق الاستثمار في مصر ودورها في الاسواق المالية

يلجأ الكثير من المستثمرين الى صناديق الاستثمار حيث يعد الشراء في وثائق الاستثمار هو الخيار الأكثر أمانا للمستثمرين وخاصة صغار المستثمرين و المستثمرين المبتدئين وذلك لعدة أسباب و يعد احد اهم هذه الاسباب هو  انخفاض المخاطرة النسبي في حالة الاستثمار في الصناديق مقارنة بالاستثمار في البورصة حيث تتميز صناديق الاستثمار بالانخفاض النسبي للمخاطر مقارنة بالاستثمار المباشر في الأوراق المالية أو الاستثمار في البورصة بشكل عام

ما هي صناديق الاستثمار ؟ و ما هي آلية العمل فيها ؟

 

تعريف صناديق الاستثمار :
تعرف صناديق الاستثمار على انها محفظة استثمارية تحتوي على العديد من الأوراق المالية سواء كانت أسهم او سندات او اي ادوات اخرى متاحة للاستثمار و يتم تحديدها من خلال مديري الاستثمار و يتم النص على ذلك بشكل صريح في نشرة الاكتتاب الخاصة بصندوق الاستثمار . اذ انه من الممكن أن تحتوي صناديق الاستثمار على السندات ذات العائد الدوري أو  استثمارات بجزء من أموال صندوق الاستثمار في الودائع البنكية و كلا منهما لا يحتوي على أي مخاطر على الإطلاق بما يضمن نوعا من الاستقرار للصندوق .

يتم تقسيم قيمة الأوراق المالية التي يحتوي عليها صندوق الاستثمار إلى وحدات تسمى كل منها وثيقة صندوق الاستثمار و يتم تداولها بذلك الاسم .
و تعتبر صناديق الاستثمار هي الوسيلة الأكثر أمانا للمستثمرين و لاسيما صغار المستثمرين حيث انها تمكن المستثمر من شراء وثائق بسعر منخفض نسبيا إذ نص المشرع على ألا يقل سعر الوثيقة عن عشرة جنيهات ولا يزيد عن ألف جنيها و بالاضافة لانخفاض تكلفة الاستثمار فإن الاستثمار في الصناديق يمكن المستثمر من دخول عالم الاستثمار في البورصة بأقل مخاطرة ممكنة .

صناديق الاستثمار
صناديق الاستثمار

سؤال : ماهو الفرق بين صناديق الاستثمار وإدارة محافظ الأوراق المالية ؟


من وجهة نظر مدير الاستثمار تتشابه آلية العمل في كل الحالتين بشكل كبير .. و لكن تختلف من وجهة نظر المستثمر حيث أن الاستثمار في صناديق الاستثمار يتم عن طريق استثمار أموال حملة الوثائق في الأسهم و السندات و غيرها من الأدوات المالية فيما يعد استثمار غير مباشر , و لكن ادارة محافظ الأوراق المالية يتم عن طريق الاستثمار المباشر من خلال شراء الأسهم لصالح المستثمرين بشكل مباشر من البورصة كما يختلف الاستثمار عن ادارة المحافظ في نقطة هامة للغاية ألا وهي انخفاض درجة المخاطرة في الاستثمار بفي الصناديق عن الاستثمار من خلال شركات إدارة المحافظ و التي تحتوى على قدر اعلى نسبيا من المخاطرة .

ماهي انواع صناديق الاستثمار ؟


سبق وان اشرنا في موضوع سابق الى انواع صناديق الاستثمار بشكل موجز ( رابط المقال ) و لكن اليوم سنتحدث عنها من خلال موقعنا موقع المجرة بشكل أكثر تفصيلا
تنقسم صناديق الاستثمار بشكل عام الى نوعين اساسيين من الصناديق
1 – صناديق الاستثمار المغلقة :
و في هذا النوع من الصناديق يتم طرح الوثائق الخاصة بها لفئة محددة من المستثمرين و يكون لها هدف محدد و عمر محدد و بعد ذلك يتم تصفية الصندوق و توزيع العوائد على حملة الوثائق أو المستثمرين بالصندوق فيما يعرف بمقابل المخاطرة .
و قد اتاح قانون راس المال ( القانون رقم 95 لسنة 1992 ) لحائزي وثائق صناديق الاستثمار المغلقة الحق في بيع هذه الوثائق في البورصة وذلك وفقا لسعر التداول و الذي يتحدد بواسطة قوى العرض والطلب , و لا يجوز لحملة الوثائق المغلقة استرداد قيمة الوثائق من خلال الصندوق إلا إذا نصت نشرة الاكتتاب الخاصة بهذا الصندوق على حق حملة الوثائق في استرداد قيمة هذه الوثائق من خلال الصندوق قبل انقضاء مدتها . و في هذه الحالة يتم استرداد قيمة الوثائق أما بقيمتها الصادرة بها أو بقيمة اخر سعر اقفال لها في البورصة ايهما اقل و في هذه الحالة لا يجوز لصندوق الاستثمار المغلق إصدار وثائق بديلة عن تلك التي تم استردادها حيث ان الصندوق المغلق يكون محددا بعدد معين من الوثائق .

2 – صناديق الاستثمار المفتوحة :

تتميز صناديق الاستثمار المفتوحة بعدة مزايا لعل من اهمها هو حرية دخول وخروج المستثمرين منها أو اليها اي وقت كما أنها تتميز بأن محفظتها تحتوي على مجموعة من الأسهم و السندات والأدوات المالية الأخرى بشكل غير محدد و غير ثابت ايضا انما يتغير وفقا لعمليات البيع و الشراء والاسترداد .
و تعد أهم مزايا صناديق الاستثمار المفتوحة هو استعدادها بشكل تام لرد قيمة الوثيقة نقدا عند الطلب إلا أنه لا يحق للمستثمر تداول وثيقة صندوق الاستثمار في البورصة و لكن يتم الاسترداد من خلال الصندوق نفسه أو بمعنى أدق من خلال فروع البنك المؤسس للصندوق حيث أتاح القانون 95 لسنة 1992 للبنوك و شركات التأمين الحق في تأسيس صناديق الاستثمار المفتوحة .

و يندرج تحت النوعين السابقين عدة أنواع من الصناديق وذلك وفقا للاهداف الاستثمارية أو النشاط أو العائد المتوقع من أهمها :

  • صناديق الاستثمار ذات العائد الدوري ( الثابت ) :

يهدف هذا النوع من الصناديق إلى تحقيق عائد على الوثيقة يفوق العائد المحقق من وديعة بنكية على نفس المبلغ و لنفس الأجل ولذلك فإن استثماراتها في اغلب الاحيان قد تقتصر على السندات وأذون الخزانة  .. و بالتالي فإن أسعارها قد تتأثر بشكل مباشر بسعر الفائدة فترتفع في حالة انخفاض سعر الفائدة و تنخفض في حالة ارتفاع سعر الفائدة .
تناسب هذه النوعية المستثمر المتحفظ الذي لا يرغب في المخاطرة بشكل عام و ينعكس ذلك على شكل العائد إذ أن العائد على الاستثمار يتناسب تناسبا طرديا مع درجة المخاطرة ( أي يزيد العائد في حالة زيادة درجة المخاطرة و يقل العائد في حالة قلة درجة المخاطرة )

  • صناديق استثمار النمو في رأس المال ( التنموية )
    يستثمر هذا النوع من الصناديق في أسهم بعض الشركات الناجحة و التي عادة ما تكون شركات صغيرة و يتوقع لها التوسع بمعدلات نمو عالية و عادة ما يتم تدوير الأرباح لعدة مرات للحصول على المزيد من المكاسب أي أنها تعتبر صناديق تراكمية و لا يتم توزيع العائد على الوثائق الخاصة بها بشكل دوري و لكن يتم تجميعها و استثمارها في نهاية مدة الصندوق و يتم توزيعها مرة واحدة في نهاية عمر الصندوق .
    و يتسم الاستثمار في هذا النوع من الصناديق بارتفاع درجة المخاطرة كما يتميز بالارتفاع النسبي للعوائد على الوثائق الخاصة به وعلى ذلك لابد أن يتسم حملة هذا النوع من الوثائق بالرغبة في المخاطرة .

  • صناديق الاستثمار ذات العائد الدوري المتغير ( صناديق الاستثمار الحكيمة )
    تركز هذه الصناديق على الاستثمار في أسهم الشركات الناجحة كما هو الحال في صناديق استثمار التنموية و ذلك بهدف الحصول على عوائد مرتفعة . كما تركز أيضا في الحصول على عوائد ثابتة كما هو الحال في صناديق الاستثمار ذات العائد الدوري .. و لهذا فإنها تعرف أيضا بأسم صناديق الاستثمار المتوازنة .
    و تناسب هذه النوعية من صناديق الاستثمار المستثمر الذي يرغب في الحصول على عائد معقول مقابل درجة متوسطة من المخاطر .

  • صناديق الاستثمار المندفعة :
    يشبه هذا النوع صناديق الاستثمار التنموية في أنها قد تستثمر في أسهم شركات ناجحة إلا أنها قد تكون عالية المخاطر نسبيا و لكن العوائد المتوقعة من ورائها غالبا ما قد تكون عالية نسبيا مقارنة بالأنواع السابقة من صناديق الاستثمار . و تناسب هذه النوعية المستثمرين الذين قد يقبلون بدرجات مرتفعة من المخاطر و ذلك لارتفاع درجة المخاطرة نسبيا فيها .

  • صناديق الاستثمار المتنوعة :
    تعتمد هذه النوعية من الصناديق على توزيع المخاطر مع تحقيق درجات عالية من الربحية و بالتالي يتم الاعتماد على الاستثمار في مجموعة من الأوراق المالية و تشمل الأسهم و السندات بالإضافة إلى شهادات الايداع و أدوات المديونية المتنوعة و ايضا شهادات الايداع و الأوراق التجارية و النقدية .

غالبا ما يكون هذا النوع من صناديق الاستثمار هو صناديق استثمار مفتوحة و بالتالي فأن هذا النوع من الصناديق يلبي احتياج العديد من المستثمرين الذين يرغبون في تحقيق نسب عالية من الربحية و نمو رأسمالي طويل الأجل في ظل أقل درجة ممكنة من المخاطر السوقية .

  • صناديق استثمار المؤشرات :

و هي صناديق استثمار تشمل فئة محددة من الأسهم و تحديدا هذه الأسهم المدرجة في مؤشر معين , مثل صندوق الاستثمار الذي يحتوي على الأسهم المدرجة في مؤشر EGX 30 أو EGX 70 أو EGX 100 .

  • صناديق الأسواق المالية قصيرة الأجل :
    هذا النوع من الصناديق يستثمر في الأدوات المالية قصير الأجل و التي لا تتجاوز قيمة الاسترداد الخاصة بها فترة 90 يوم . ويناسب هذا النوع من الصناديق الأفراد الذين قد يرغبون في استرداد قيم استثماراتهم بسرعة و بأقل درجة مخاطر ممكنة .

  • صناديق الاستثمار المتخصصة :
    يستهدف هذا النوع من صناديق الاستثمار الحصول على أرباح رأسمالية عالية في الأجل القصير . حيث انها تحتوي على أشكال عديدة من الاستثمار من ضمنها الصناديق في المعادن على سبيل المثال : صناديق الاستثمار في الذهب , أيضا في السلع و المواد الخام مثل صناديق الاستثمار في البترول او الحديد .
    نوع آخر من الصناديق المتخصصة في الانشطة بشكل قطاعي مثل صناديق الاستثمار التي تستثمر في الأسهم المدرجة فقط بقطاع الكيماويات و الصناديق التي تتعامل فقط في أسهم قطاع الصناعات الغذائية و هكذا .
    و تتميز الصناديق المتخصصة أو القطاعية في مرحلة متقدمة منها بإمكانية الاستثمار في مناطق جغرافية متنوعة و مختلفة من العالم .
    تتسم الصناديق المتخصصة أو القطاعية بأرتفاع درجة المخاطر بشكل كبير اذ اننا لا نستطيع حماية تقلبات السوق التي قد تلم بقطاع معين من القطاعات و التي قد تؤدي إلى تغيير كبير و سريع في أسعار أسهم القطاع التي يستثمر فيها الصندوق .

  • الإستثمار عبر القارات :
    تقوم هذه الصناديق بالاستثمار في الأسواق الاقتصادية الأسرع نموا في العالم و التي عادة ما تكون أسواق ناشئة و عادة ما تستثمر هذه الصناديق في الدول النامية و التي تعمل على توفير فرص جيدة للمستثمرين لتنمية رؤوس أموالهم  .

  • الاستثمار الإسلامية :
    ويقوم هذا النوع من الصناديق بالاستثمار في الأسهم التي تتفق مع ما تراه لجنة الشريعة في الجهة التي تدير الصندوق . و غالبا ما تتعامل هذه الصناديق في اسهم العقارات أو المتاجرة في المعادن و الصفقات التجاريه .

دور صناديق الاستثمار في صناعة الأسواق و تخليق الطلبات  :

 مع بداية تطبيق أنظمة الخصخصة في مصر منذ بداية تسعينات القرن العشرين و التي كان على اثرها طرح العديد من أسهم شركات القطاع العام في البورصة .. مع زيادة المعروض من الأسهم كان هناك تخوفا من زيادة المعروض من الأسهم بدون وجود الطلب الكافي عليها مما قد يؤدي لانخفاض سعر هذه الأسهم لقيم أقل من قيمتها الحقيقية مما قد يؤدي إلى الضرر بشكل خاص للشركات و لسوق الأوراق المالية بالكامل بشكل عام .

و من هنا نشأت اهمية وجود ادوات استثمارية جديدة  . من أهم أشكال هذه الأدوات هي صناديق الاستثمار و التي قد تعمل على زيادة الطلب و خاصة في قطاعات أسهم القطاع العام على أن يراعى في هذه الصناديق قدرتها على اجتذاب مدخرات الافراد خاصة هؤلاء الذين قد لا تمكنهم امكانياتهم المالية على إنشاء محافظ أوراق مالية قوية كذلك الأفراد الذين تنقصهم الخبرة أو الكفاءة اللازمة اعتمادا على ما لدى هذه الصناديق من مديرين استثمار ذوى خبرة متخصصين في هذا النوع من الاستثمار .

أضف تعليق