هل وصل مؤشر ناسداك 100 إلى القاع؟ فك شيفرة الإشارات الفنية والأساسية

في ظل التقلبات الحادة التي طبعت أسواق الأسهم في العامين الماضيين، يواجه المستثمرون سؤالاً متكرراً: هل بلغ مؤشر ناسداك 100 القاع فعلاً؟ لفهم ما إذا كانت موجة الهبوط قد انتهت أو ما إذا كان هناك مزيد من التصحيح في الطريق، من الضروري الجمع بين التحليل الفني والتحليل الأساسي والبيانات الاقتصادية الكلية. هذا المقال يستعرض أبرز الإشارات التي قد تساعد في فك رموز المرحلة التالية لمؤشر التكنولوجيا الأبرز في العالم.

تحليل الأنماط السعرية: إشارات من الماضي على المستقبل

الرسوم البيانية تعكس نفسية السوق، وتكرار أنماط معينة يمكن أن يكون دليلاً على الانعكاسات القادمة. في حالة ناسداك 100، ظهرت خلال النصف الأول من 2025 بعض البنى النمطية التي تستحق الانتباه:

نمط الرأس والكتفين المقلوب: وهو عادة ما يشير إلى انعكاس صعودي بعد فترة من الانحدار. وقد تشكّل هذا النمط بوضوح على الرسم الأسبوعي بين فبراير ويونيو 2025، مكتملًا بكسر خط العنق مع ارتفاع في أحجام التداول.

قاع مزدوج (Double Bottom): تشكّل في نطاق 14,300–14,500 نقطة. هذا المستوى شكّل دعماً تقنياً رئيسياً، وتم اختباره عدة مرات دون أن يُكسر بشكل نهائي، مما يعزز فرضية التماسك عند هذا الحد.

هل وصل مؤشر ناسداك 100 إلى القاع؟ فك شيفرة الإشارات الفنية والأساسية
هل وصل مؤشر ناسداك 100 إلى القاع؟ فك شيفرة الإشارات الفنية والأساسية

الموجات والدورات: ماذا تقول نظرية إليوت؟

تحليل موجات إليوت يُستخدم لتحديد مراحل السوق وفقاً لنفسية المستثمرين ضمن دورات من خمس موجات صاعدة وثلاث موجات تصحيحية. في سياق ناسداك 100، يُظهر التشريح الموجي التالي:

الموجة A كانت هبوطية حادة خلال منتصف 2024 نتيجة تشديد السياسة النقدية.

الموجة B ارتدادية، شهدت تعافياً تقنياً مع آمال خفض الفائدة.

الموجة C بدأت في أوائل 2025 ولكنها لم تكسر القاع السابق، مما يشير إلى احتمال أن تكون موجة التصحيح قد اكتملت.

يعتقد بعض المحللين أن الحركة الحالية تمثل بداية موجة 1 من دورة صعودية جديدة، خصوصاً إذا تم تجاوز مقاومة 15,800 نقطة بثبات.

حجم التداول والزخم: هل يرافق التعافي إقبال فعلي؟

الزخم بدون تأكيد من أحجام التداول يمكن أن يكون مضللاً. في الأشهر الأخيرة:

ارتفعت أحجام التداول بالتزامن مع جلسات الصعود، ما يُعد إشارة إيجابية.

مؤشرات الزخم مثل RSI (مؤشر القوة النسبية) تجاوزت مستوى 50 واستقرت فوقه، ما يدل على هيمنة المشترين.

مؤشر MACD عبر إلى المنطقة الإيجابية مع تقاطع صعودي، مما يدعم فرضية استمرار الحركة الإيجابية.

ومع ذلك، لم تصل مؤشرات التذبذب إلى مناطق التشبع الشرائي بعد، ما يعني أن هناك مجالاً إضافياً للحركة قبل مواجهة مقاومات قوية.

البيانات الأساسية: ماذا تقول أرقام الاقتصاد والشركات؟

على الصعيد الأساسي، يتقاطع أداء ناسداك مع عدة عوامل اقتصادية مؤثرة:

التضخم: تباطأ مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة إلى 2.8% على أساس سنوي في يونيو 2025، مما خفف الضغط على الاحتياطي الفيدرالي.

أسعار الفائدة: السوق يراهن على أول خفض للفائدة منذ دورة التشديد، ما يعزز التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا.

نتائج الشركات: أرباح شركات مثل Apple وNVIDIA وMicrosoft تجاوزت التوقعات، مع ارتفاع في هوامش الربح ومواصلة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبنية السحابية.

في ظل هذا، قد لا يكون من المفاجئ أن يتماسك المؤشر ويحاول استئناف مسار صعودي، خاصة إذا حافظت البيانات على وتيرة التحسن.

في هذا السياق، من المفيد مراقبة مؤشر ناسداك 100 عبر الرسوم البيانية التفاعلية ومتابعة التحليلات اللحظية لفهم ما إذا كانت الإشارات الإيجابية الحالية ستترجم إلى مسار تصاعدي مستدام أو مجرد ارتداد مؤقت ضمن سوق هابطة أوسع.

العلاقة بالبيانات الاقتصادية المستقبلية

مفتاح استمرار الصعود لا يكمن فقط في النماذج الفنية، بل أيضاً في التأكيد المستمر من البيانات الاقتصادية، مثل:

  • تقارير التوظيف الشهرية (NFP)
  • أرباح الشركات في الربع الثالث
  • سياسات الاحتياطي الفيدرالي في الاجتماعات المقبلة
  • نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي

أي انتكاسة في هذه المؤشرات قد تعيد الأسواق إلى وضع الحذر، في حين أن التماسك أو التحسن المستمر سيدعم الاتجاه الصعودي.

الخلاصة التقنية والواقعية

حتى الآن، لا يمكن الجزم يقيناً بأن مؤشر ناسداك 100 قد بلغ القاع النهائي، لكن تضافر عدة إشارات—من نماذج فنية مكتملة، وتحسن في زخم السوق، وانخفاض التضخم، إلى نتائج أرباح مشجعة—يمنح المستثمرين أسباباً منطقية للتفاؤل الحذر. وكما هو الحال دوماً، فإن إدارة المخاطر والمتابعة الدورية للمستجدات تبقى الأساس في التعامل مع هذه المرحلة المفصلية.

أضف تعليق