تداول الأسهم

أصبح مصطلح التداول الأسهم شائعا بصورة كبيرة بين العديد من الأشخاص العاديين في مختلف أنحاء العالم، فلم يعد الاستثمار في البورصة مقتصرا على رجال الأعمال فقط، بل يمكن لأي شخص عادي أن يستثمر مدخراته البسيطة في شراء بضعة أسهم في البورصة وكسب الأموال من خلالها، فالتداول بالأسهم يتم كالتبادل في الأسواق العادية تماما، حيث تتفاوض عدة أطراف على تبادل الأسهم بأسعار معينة يحددها السوق وهذا ماسنعرفه على موقع المجرة.

ما هو تداول الأسهم

حين ترغب شركة ما في زيادة رأس المال الخاص بها هدف تنفيذ مشروعات جديدة أو لكي تتوسع في أسواق مالية أخرى؛ فعادة ما تلجأ إلى تنفيذ ذلك من خلال طرح نسبة من أسهمها للتداول في السوق المالية، وهي تعرف باسم عملية الاكتتاب العام، والتي تعني حصول المساهمين على حصة من ملكية الشركة من خلال شراء عدد من أسهمها، ومن ثم يتم بدء تداول الأسهم الخاصة بتلك الشركة في البورصة، وتتحقق الاستفادة لجميع الأطراف المشاركة في هذه العملية.

وهناك طريقتان أساسيتان يتم من خلالها التداول في بورصة الأسهم، وهما الاستثمار وتداول عقود الفروقات والتي تعتبر الأكثر شيوعا بين المستثمرين في أنحاء العالم كافة، حيث يعتمد على شراء وبيع الأسهم بهدف الاستفادة من تحركات أسعارها على المدى القصير، أما الاستثمار فله عدة أشكال، ما بين قصير وطويل الأجل، والمضاربة اليومية، وغيرها، وعادة ما يتضمن بعض العمولات والرسوم الإضافية خاصة عند التعامل مع وسيط مالي للتداول، فالاستثمار يعتمد على شراء حصة من الأسهم والاحتفاظ بها لمدة زمنية معينة تختلف باختلاف الاستراتيجية المتبعة في التداول، ومن ثم بيع الأسهم بسعر أعلى من سعر الشراء، وكسب المال من فرق السعر بين الشراء والبيع.

تداول الأسهم
تداول الأسهم

ما فائدة تداول الأسهم

يتجه العديد من الأشخاص إلى شراء وتداول الأسهم باعتبارها وسيلة جيدة لكسب المال وتنمية المدخرات على المدى القصير والطويل معا، فشراء الأسهم يعتبر مواكبة لنمو الاقتصاد، حتى وإن كانت وسيلة تتضمن بعض المخاطر، إلا أنها تعتبر الأكثر نجاحا في خلق وسيلة إضافية للدخل على المدى الطويل وحفظ رأس المال بدلا من امتلاك النقود وتضييعها بلا فائدة، خاصة مع ارتفاع قيمة الأسهم في ظل انخفاض قيمة النقود، فتصبح الأسهم هي الوسيلة الأكثر أمانا لحفظ المال ومواجهة التضخم على المدى الطويل.

من أهم مميزات التداول هم بكل سهولة عبر شبكة الإنترنت، وتنفيذ صفقات التداول ومتابعتها بشكل إلكتروني، كما يمكن تنفيذ الصفقات في أي سوق مال عالمية في بضع دقائق فقط، وبالتالي فشراء الأسهم من الاستثمارات السهلة التي لا تحتاج إلا لهاتف وشبكة إنترنت فقط.

على عكس العديد من الاستثمارات الأخرى فإن الأسهم يمكن تحويلها إلى سيولة مالية في دقائق معدودة، حيث يمكن لكل مستثمر بيع أسهمه في أي وقت يريد والحصول على أمواله بسهولة خاصة في أوقات الطوارئ.

العوامل المؤثرة في تداول الأسهم

سعر السهم هو انعكاس لمعدل أرباح الشركة ولحجم العائدات التي تدفعها الشركة للمساهمين، وفي عالمنا الآن لا يمكن لأي شركة أن تتوقف قدرتها على تحقيق الأرباح، وبالتالي لا يتوقف سعر أسهم الشركة على عامل واحد فقط؛ بل يوجد العديد من العوامل والمتغيرات التي تؤثر في تحديد أسعار الأسهم في كافة أنحاء العالم، ومن أهم العوامل المؤثرة في مختلف الصناعات ما يلي:

  • معدلات الصرف: فقيمة العملات تتقلب بصورة مستمرة على مدار الساعة، وهناك قاعدة عامة تفيد بأن الشركات تستفيد بشكل أكبر حين ترتفع قيمة عملة بلدها والتي تؤثر بالتبعية على القوة الشرائية لها، وبالتالي يرتفع سعر السهم أيضا.
  • أسعار النفط: وخاصة بالنسبة للشركات التي تعتمد على النفط بشكل أساسي في تنفيذ أعمالها، مثل شركات الطيران، فهي أول من يتأثر بالتغيرات التي تحدث في أسعار النفط.
  • التشريعات الجديدة: على سبيل المثال السياسات الضريبية، فحين تقوم دولة ما بتغيير القوانين الخاصة بالضرائب على الشركات، فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على معدل ربحية الشركة في النطاق الجغرافي الخاص بها، وبالتالي تؤثر على سعر الأسهم.
  • معدلات الفائدة: البنوك المركزية في كل دولة هي المسئولة عن تحديد أسعار الفائدة، وهي التي تعكس تكلفة رأس مال، فإن خفض معدل أسعار الفائدة قد يؤدي إلى ضخ دفعة كبيرة من الأسهم في الأسواق المالية.
  • الشائعات والتوقعات: ففي كثير من الأحيان قد تظهر بعض الأخبار عن أحداث معينة ولكنها لا تقع بالفعل، مثل قيام البنوك المركزية بخفض أسعار الفائدة، ولكن لا يحدث ذلك، ولكن تؤدي إلى تحركات كبيرة في أسواق الأسهم بسبب تلك الشائعات، وإذا لم تتحقق فتعود الأسواق مرة أخرى إلى المستويات المعتادة للتداول.
  • الأحداث الغير متوقعة: وتشمل الكوارث الطبيعية والحوادث والحروب والهجمات الإرهابية، فمثلا تسبب هجمات 21 سبتمبر في هبوط سوق الأسهم الأمريكية وخسارة مؤشر داو جونز لأكثر من 7% في اليوم التالي للحادث.

مخاطر تداول الأسهم

بالرغم من كونه أحد أفضل الاستثمارات في العالم؛ إلا أن تداول الأسهم ينطوي على بعض المخاطر التي تجعل بعض المستثمرين ممن لا يملكون الخبرة الكافية يتعرضون إلى خسارة أموالهم بسبب عدم معرفتهم الكافية بطرق إدارة المخاطر بشكل صحيح.

من أهم المخاطر الرئيسية التي تحيط بتداول الأسهم، هو مواجهة الشركات لعقبات مالية أو تسويقية تؤدي إلى انخفاض أرباحها أو تعرضها إلى الإفلاس، مما يؤدي إلى انخفاض سعر أسهم الشركة وقد يصل إلى الصفر في بعض الحالات. وفي حالة حدوث ذلك سوف يتعرض المساهمون إلى خسارة أموالهم التي وضعوها في البداية في شراء أسهم الشركة.

يمكن للمتداولين تعويض تلك المخاطر على المدى القصير من خلال اتباع استراتيجية التحوط، كما يمكن أيضا تنويع الممتلكات من الأسهم في المحفظة الاستثمارية من خلال المضاربة أو شراء الصناديق المتداولة في البورصة المعروفة باسم ETFs، وهي عبارة عن سلال متنوعة من الأسهم تعتمد على تعقب تحركات الأسعار الأساسية في السوق.

أما عن تداول الأسهم باستخدام الرافعة المالية فتختلف المخاطر المتعلقة بها عن تلم الخاصة بتداول عقود الفروقات، فالتداول على الهامش يتحسب الأرباح والخسائر معا على أساس القيمة الكاملة لمركز المتداول بدلا من رأس المال المدفوع أولا، وذلك يعني أنه يمكن تضخيم الخسائر مثلما يتم تضخيم الأرباح.

ومع ذلك فيمكن إدارة هذا النوع من المخاطر من خلال استخدام أداة وقف الخسارة عن طريق تحديد نقطة الإغلاق الخاصة للتداول الذي يتحرك في الاتجاه المضاد، أما طلبات الحد فسوق تغلق بشكل تلقائي إذا تحرك السوق في صالح المتداول بمقدار معين.

كيفية تداول الأسهم

يمكن شراء الأسهم بكل سهولة عبر الإنترنت، كل ما يحتاجه الأمر هو الاستعانة بشركة تداول موثوقة، ثم يتم فتح حساب استثماري باستخدام بطاقة الهوية وبعض البيانات الشخصية، ثم إيداع رأس المال الذي ترغب في استثماره، لتصبح جاهزا لبدء التداول وتحقيق الأرباح، ولكن هناك بعض النصائح التي يجب أخذها بعين الاعتبار:

  • اختيار شركة تداول موثوقة ومرخصة.
  • عدم المجازفة برأس المال بالكامل في شراء أسهم شركة واحدة.
  • بدء الاستثمار بعدد أسهم بسيط وزيادتها مع الوقت.
  • التنوع في المحفظة الاستثمارية وشراء أصول مالية مختلفة.
  • اختيار شركة التداول التي توفر حساب تجريبي لتعلم التداول.

أضف تعليق