جميعنا قد سمعنا عن البورصة و سمعنا عن العديد من الأشخاص الذين قد حققوا أرباحًا طائلة من خلالها و أيضًا سمعنا عن آخرين قد خسروا كل ما لديهم من وراء الاستثمار في البورصة .. فما هي البورصة؟
سنتعرف اليوم من خلال موقعنا موقع المجرة على البورصة ما هي و ما هي الأصول التاريخية وراء نشأتها.
محتويات الموضوع
– تعريف البورصة :
لكي نجيب على سؤال ما هي البورصة ينبغي علينا قراءة هذه السطور التي تقدم لنا تعريف البورصة بشكل أكاديمي .. تعرف البورصة على أنها سوق تداول الأوراق المالية و هي في المجمل سوق منظم لبيع و شراء الأوراق المالية مثل أسهم الشركات المساهمة و وحدات صناديق الاستثمار المتداولة سوقيًا و السندات و يتم ذلك في وقت محدد يعرف تحت اسم (جلسة التداول) – في مصر جلسة التداول من الأحد إلى الخميس من التاسعة والنصف صباحًا حتى الثانية و النصف مساءً – و يتم ذلك تحت إشراف الجهات التنظيمية والرقابية في الدولة و هي التي تضع القواعد والسياسات التي يلتزم بها كل من المستثمرين والشركات العاملة و الجهات الرقابية على حد سواء.
– الأصول التاريخية للبورصات العالمية :
يعود أصل كلمة بورصة إلى عائلة فان دير بورسين – (Van Der Bursen ) البلجيكية الأصل حيث كان الفندق المملوك لتلك العائلة هو ملتقى التجار من كل أنحاء أوروبا بهدف اللقاء مع التجار من الدول الأخرى لعقد الصفقات التجارية و الاتفاقات و كان أفراد هذه العائلة يقومون بدور الوساطة بين التجار و يتم ذلك بدون الدخول في صفقات تجارية بشكل مباشر و كان ذلك في الأساس هو سبب إنشاء هذا الفندق والذي تم انشاؤه في عام 1285 م.
بعد ذلك بأكثر من 50 عام كانت الساحة المقابلة لهذا الفندق قد تحولت إلى مكان اللقاء اليومي بين التجار لعقد الاتفاقيات و الصفقات و بطبيعة الحال لم تكن تلك اللقاءات تخضع لأي قواعد تنظيمية أو رقابية كذلك لم تكن ساعات المقابلات و الصفقات محددة ( أو ما عرف بعد ذلك بساعات التداول ) . و أيضا لم يتم تسجيلها بأي سجلات أو أي طريقة أخرى بحيث يتم ضمان حقوق التجار في حال حدوث أي نزاعات أو خلافات تجارية.
سارت الأمور على هذا الشكل حتى عام 1460 و الذي تم فيه إنشاء أول مبنى للبورصة بمدينة أنتويرب البلجيكية و طبعًا كان بشكل بدائي جدًا و يختلف تمام الاختلاف عن الشكل الحالي للبورصات. و عليه قد تم اطلاق كلمة بورصة نسبة إلى عائلة بورسين كما أشرنا من قبل. ثم أخذت البورصات في الانتشار حول العالم لتصبح مؤسسات اقتصادية كبيرة من أشهرها بورصة لندن التي أقيمت عام 1773 م و بورصة نيويورك التي أقيمت عام 1792 م .
– إذن ما معنى البورصة بشكلها الحالي ؟
بعد معرفة الأصول التاريخية للبورصات يجدر بنا الآن معرفة ما معنى البورصة في وقتنا الحالي؟
شخصيًا يسألني الكثيرون عن ماهية البورصات و ما معنى البورصة ؟ و ما أهميتها ؟ و كيف تعتبر البورصة انعكاسا للأوضاع الاقتصادية ؟
من خلال موقعنا موقع المجرة سوف نجيب على كل تلك الأسئلة ونبدأ بالسؤال الأول ما هي البورصة ؟
و لكي نجيب على هذا السؤال دعنا نفترض المثال التالي .. لنفترض أن هناك شركة تم تأسيسها بمبلغ 100 ألف جنية ونفترض أيضًا أن عدد المساهمين في تلك الشركة هو 100 شخص و قد تم تقسيم الشراكة بينهم بالتساوي بواقع 1000 جنيه لكل شخص.
في المثال السابق سيتضح لنا ما معنى البورصة بشكل مبسط كما يلي .. رأس مال الشركة يعرف بأسم القيمة الدفترية للشركة – أما ال 100 شريك يعرفوا بأسم المساهمين أو المستثمرين و كل فرد منهم يحمل سهم واحد بقيمة 1000 جنيه .
بمعنى آخر لدينا هنا شركة قيمتها 100 ألف جنيه مقسمة على 100 سهم قيمة السهم 1000 جنيه حملة هذه الأسهم 100 مستثمر .
بطبيعة الحال لا يعبر المثال السابق عن عمل البورصات أو ما معنى البورصة بشكل حرفي و لكن أقرب ما يكون للواقع بحيث يكون مبسطًا لمن لا يعرف ما معنى البورصة.
في الحياة الواقعية داخل البورصات تكون الأسهم المخصصة للتداول نسبة محددة من إجمالي الأسهم التي تصدرها الشركات أما باقي الأسهم الغير مطروحة للتداول في البورصة فتكون من نصيب أعضاء مجلس إدارة الشركات.
و بالطبع لا يسري ذلك على كل الشركات فليس كل الشركات المساهمة لديها أسهم مطروحة في البورصة للتداول بشكل حر ففي هذه الحالة يتم إصدار الأسهم لكي تكون مخصصة لأعضاء مجلس الإدارة فقط بحيث يكون حملة الأسهم هم أعضاء مجلس الإدارة . و سنتناول هذا الأمر بشكل مفصل في مقال لاحق إن شاء الله.
– بعد أن عرفنا ما معنى البورصة و عرفنا بشكل مبسط ما هو السهم .. بقى لنا أهم سؤال و هو ما الذي يتحكم في أسعار الأسهم هبوطًا وارتفاعًا؟
لنفترض أن الشركة في المثال السابق قامت بتحقيق أرباح بقيمة 10 آلاف جنيه .. عندما نقوم بتقسيمها على 100 سهم يصبح نصيب السهم من الأرباح 100 جنيه و بالتالي تصبح القيمة الدفترية الجديدة للسهم هي 1100 جنيه.
معنى ذلك أن قيمة السهم قد ارتفعت بقيمة 100 جنيه .. من الممكن أن يرى الخبراء أو المستثمرون من غير حملة هذا السهم أن قيمة هذه الشركة ستزيد مستقبلًا خاصة مع زيادة الطلب عليها نتيجة لتوقعات الخبراء بارتفاع قيمة هذا السهم.
مع زيادة الطلب على السهم تظل قيمة السهم في حالة ارتفاع مستمر طالما أن الطلبات أكثر من العروض ويظل ارتفاع سعر السهم هو سيد الموقف حتى يتساوى العرض مع الطلب فيما يعرف بـ حالة التوازن في السوق و في هذه الحالة يتضح سعر السهم الجديد بعد استقرار السعر.
في مثالنا السابق قد يصل سعر تداول السهم في السوق 1300 جنيه – وهو ما يعرف بالقيمة السوقية للسهم – بينما تظل القيمة الدفترية بقيمة 1100 جنيه .. و من الممكن أن يستقطب هذا السهم مستثمرين جدد لشراء السهم فيما قد يرى حملة الأسهم القدامى أنهم راضون و مقتنعون بما حققه السهم من ربح فيقومون ببيعه لمستثمر جديد أو لأحد حملة السهم الحاليين و الذي يرغب في زيادة حصته من السهم بعد التوقعات بالأرباح التي قد يحققها مستقبلًا.
مما سبق يتضح لنا تمام الوضوح أن المتحكم في أسعار الأسهم السوقية هي قوى العرض و الطلب وفقًا للمعادلات التالية:
– (زيادة الطلبات على السهم + قلة المعروض من السهم = ارتفاع سعر السهم )
– ( قلة الطلب على السهم + زيادة المعروض من السهم = انخفاض سعر السهم )
– ( الطلبات مساوية للعروض = استقرار سعر السهم )
ارجو ان يكون المثال قد وضح تمامًا ما معنى البورصة . و كيف تتحكم قوى العرض و الطلب في ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم .
بالإضافة إلى قوى العرض و الطلب تؤثر بعض الأخبار في السوق على قوى العرض و الطلب و بالتالي الأسعار .. مثلًا إعلان أن أحد الشركات ستقوم بتوزيع كوبون أو أسهم مجانية على حملة السهم في تاريخ معين .. يؤدي الإعلان عن توزيع الكوبون إلي خلق طلب على السهم و كما عرفنا أنه بزيادة الطلب و في نفس الوقت أحجام حملة السهم عن التخلي عن الأسهم التي بحوزتهم يؤدي ذلك بالضرورة إلى أن يرتفع السعر.
* ماهو كوبون الأوراق المالية (كوبونات الأسهم):
جزء من أرباح السهم يتم توزيعها على حملة الأسهم في تاريخ معين في صورة رصيد نقدي ( أموال ) يتم توزيعه على المساهمين من خلال قنوات التوزيع المعروفة ( بنوك المقاصة – شركة مصر للمقاصة والتسوية والإيداع المركزي – شركة السمسرة أو التداول التي يتعامل معها حامل السهم إذا كانت لها صلاحية تحصيل الكوبونات لصالح عملائها )
– كيف تعتبر البورصات أداة لقياس النشاط الاقتصادي ؟
تعتبر البورصات أداة لقياس النشاط الاقتصادي للدولة .. أي أنه ببساطة إذا كانت الأنشطة الاقتصادية داخل الدولة في حالة رواج نجد أن البورصات نشطة و الأسعار تتحرك صعودًا و هبوطًا باستمرار وهناك أسهم جديدة تعرض للاكتتاب العام (التداول العام ) و أن هناك استقطابًا لرؤوس الأموال سواء من داخل الدولة أو من الدول العربية والأجنبية أيضًا كل ذلك يعبر عن أن الدولة تعيش في حالة الرواج و أن المناخ الاستثماري داخل الدولة هو على أفضل ما يكون.
و العكس تمامًا إن كانت الدولة تعيش في حالة كساد فنجد أن المستثمرين يقومون بسحب أموالهم من البورصات التي تعيش حالة الكساد و تستثمر في البورصات التي فيها حالة الرواج لأن المستثمر على كل حال هدفه الأول السهم الرابح ( يقال عليها بلغة أهل البورصة “هروب المستثمر من السوق” ) .
– بعد أن عرفت كل ما سبق .. الآن كيف تستثمر في البورصة ؟
لمعرفة كيف تستثمر فى البورصة ينبغي عليك معرفة الكثير عن أساليب التحليل المالي و التحليل الفني و قراءة الميزانيات و معرفة الأخبار الاقتصادية المؤثرة في أسعار الأسهم .
بطبيعة الحال ليس كل من يشتري و يبيع الأسهم في البورصة يمكنه معرفة كل البيانات السابقة .. و لكن ليس هناك ما يدعو إلى القلق حيث أنه يوجد بكل شركة من هو مسئوليته توفير هذه المعلومات للمستثمر و عرضها عليه و للمستثمر القرار النهائي في الشراء أو البيع .
أما عن خطوات الاستثمار في البورصة فهي ببساطة كما يلي :
– التوجه إلى أحد شركات السمسرة أو تداول الأوراق المالية المرخصة من هيئة الرقابة المالية.
– عمل عقد بموجب البطاقة الشخصية بالشركة مع الحرص على ملأ استمارة ( اعرف عميلك ) وفقًا لتعليمات الهيئة العامة للرقابة المالية و يتوجب في هذه الاستمارة كتابة ( اسم العميل – عنوان المراسلات سواء كان المثبت في بطاقة إثبات الشخصية أو غيره – الوظيفة أو المهنة – مصدر الأموال المتحصل عليها و التي سيتم استخدامها في عمليات التداول ) .
– التعرف على مدير الحساب ( وهو المسئول عن توفير المعلومات و التوجيه نحو القرار المناسب في البيع أو الشراء وهو أيضًا المسئول عن تلقي أوامر البيع و الشراء من العميل و تنفيذها ) .
– الحصول على كودين لبدء التداول كود موحد للتداول في البورصة و هو مخصص لاستخدام شركة التداول و لكن ينبغي على العميل معرفته و كود آخر خاص بالعميل داخل الشركة.
– معرفة الطريقة المثلى للبداية في التداول ( شراء و بيع مباشر – إدارة محافظ – صناديق استثمار ) و سوف نعرف كل هذه الطرق في مقال لاحق على موقعنا موقع المجرة .
– ايداع المبلغ النقدي الجاهز لبدء التداول به .
– جاهزون الآن للبدء في التداول .
أرجو أن تكون المعلومات المقدمة قد تم عرضها بشكل جيد و أن تكون واضحة و مفيدة .. و إلى اللقاء في مقال جديد عن البورصة على موقعنا موقع المجرة.