يعتبر الإدمان أحد أهم آفات هذا العصر وإن كان علاج الإدمان ليس بالأمر الصعب ولكنه ليس سهلا أيضا ويعود إلى انتشار الإدمان – للأسف – في الآونة الأخيرة انتشار معدلات الجريمة والتصرفات غير المسؤولة من البعض.
ولعل من أخطر أشكال الإدمان التي انتشرت مؤخرا هو مخدر الآيس أو ما يعرف بالشابو أو الكريستال ماث فكلها مترادفات لمخدر واحد أساسي ألا وهو الميثامفيتامين وهو منبه قوي جدا وتأثيره يقع مباشرة على المخ والجهاز العصبي المركزي. سنتعرف اليوم من خلال موقع المجرة على مخدر الايس و ماهي مكوناته وأعراضه وكيفية علاج الإدمان عليه من خلال السطور القليلة القادمة.
محتويات الموضوع
قبل نبدأ .. هل من الممكن علاج الإدمان على المخدرات بشكل عام؟
بالطبع كل ما يخالف الطبيعة البشرية والفطرة يمكن التخلي عنه. فلم نسمع من قبل عن طفل ولد مدمنا. فكلها عادات يتم اكتسابها ويسهل أيضا التخلص منها. إلا أن الأمر قد يكون صعبا في بعض الأحيان وبالأخص في بداية علاج الإدمان والذي يجب أن يكون من خلال مركز علاج الإدمان المتخصص في هذا المجال والا فقد تكون العواقب وخيمة فكما ذكرنا فإن التخلص من الأحيان بالأمر الإدمان ليس بالأمر اليسير.
نعود إلى موضوعنا الأساسي وهو مخدر الايس أو الشابو أو الكريستال ماث
ما هو مخدر الآيس ( الشابو أو الكريستال ماث )
يعتبر مخدر الآيس أحد أخطر أنواع المواد المخدرة والتي انتشرت مؤخرا والذي يخاطب الجهاز العصبي المركزي لجسم الإنسان مباشرة . وتعد أشد عوامل خطورته هو تأثره الإدماني القوي حيث يعد البدء في تعاطي الايس أو الشابو هو بداية الإدمان عليه.
وتأتي المادة الفعالة في مخدر الآيس من أحد مشتقات الميثامفيتامين بالإضافة إلى بعض المكونات الأخرى مثل الليثيوم والأسيتون الأحمر وبعض المواد المخلقة الأخرى. ويأتي مخدر الايس في شكل صخور بلورية شفافة إلى بيضاء أو بودرة بيضاء والتي تنتج من طحن البللورات البيضاء. وكما ذكرنا فهو يخاطب المخ والجهاز العصبي المركزي مباشرة ويعمل على زيادة إطلاق الناقلات العصبية والتي تتمثل في السيروتونين والدوبامين حيث تزيد تركيز الدوبامين تحديدا إلى ما يقترب من 600 – 1000 ضعف الإفراز الطبيعي مما يعطي شعورا زائفا بالصفاء وحسن اتخاذ القرار والحماسة كما أن أعراضه الانسحابية عنيفة للغاية مما يجعل التخلص من الإدمان عليه أمر في غاية الصعوبة .
طريقة تعاطي مخدر الآيس وتأثيره على الإنسان
يتم تعاطي مخدر الايس بعدة أشكال فأما عن طريق التدخين أو الاستنشاق ( الشم ) أو الحقن أو حتى الخلط بالأطعمة أو المشروبات وهناك من يتناول هذا المخدر عن طريق الوضع بالمستقيم أو المهبل وإن كانت هذه الطريقة للتعاطي غير شائعة .
تأثير الآيس الوقتي على المتعاطي:
أما عن تأثيره اللحظي أو الاني فان مخدر الايس أو الشابو يمكث في الدم فترة لا تقل عن 8 ساعات وخلال تلك الفترة يكون هناك إحساس بالانتشاء والحماسة وحالة من الصفاء الذهني والنشاط الزائف في البداية وذلك بسبب زيادة إفراز الدوبامين ثم تتحول إلى حالة من الكآبة والحزن والكسل الشديد مع آلام في العظام خاصة عظام الكتف والرقبة والفك وتتزامن هذه الأعراض مع إحساس بالإعياء وضعف الشهية.
تأثير تعاطي الايس علي جسم الإنسان على المدى الطويل :
وبالطبع هناك تأثير على المدى الطويل بسبب زيادة إفراز السيروتونين والدوبامين بكثرة في الجسم بعد تناول الآيس مثل:
-
- تأثير على خلايا المخ:
يؤدي تعاطي مخدر الايس على المدى الطويل إلى العديد من المضاعفات على الجهاز العصبي المركزي مثل موت خلايا المخ وارتفاع احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية والمخية والإصابة بالجلطات المخية ونزيف المخ . - أضرار الايس على القلب:
يؤدي تعاطي مخدر الآيس أو الشاب إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وتسارع وتيرتها مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة التعرض إلى الإصابة بأمراض الذبحة الصدرية وضعف عضلة القلب والسكتات القلبية والجلطات.
- تأثير على خلايا المخ:
- تأثير تعاطي الايس أو الشابو على الجهاز التنفسي:
تعاطي مخدر الايس عن طريق التدخين أو الشم تحديدا من الممكن أن يؤدي إلى إصابات خطيرة بالرئة فمع ارتفاع سرعة ضربات القلب تزداد سرعة التنفس ومع تعاطي مخدر الايس ترتفع احتمالية الإصابة بأمراض الفشل التنفسي كما نظرا لاحتواء الايس على الأسيتون ( وهو مادة مذيبة ) فعلى المدى الطويل يؤدي الاستمرار في تعاطي المخدر إلى حتمية الإصابة بأمراض الرئة المتهتكة كما أنه لا يخفى على أحد أنه بطبيعة الحال سيؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة وخاصة إن كان الاعتماد في تناول مخدر الايس أو الشابو على التدخين.
- أضرار تعاطي مخدر الايس على الهيئة العامة:
يؤدي تعاطي الايس أو الشابو إلى عديد من التحولات الظاهرية والتي تؤثر سلبا في الشكل العام والهيئة الخاصة بالمتعاطي مثل شحوب الوجه وحروق الشفاه وظهور التقرحات والبثور في الوجه ووجود هالات سوداء داكنة حول العينين بالإضافة إلى سوء الهيئة العامة والإحساس بالكسل المستمر.
الأضرار النفسية لتعاطي مخدر الآيس:
لا تقتصر أضرار تناول مخدر الايس على الأضرار الصحية والجسدية فحسب وإنما تمتد أيضا لتشمل التدهور العام في الحالة النفسية وخاصة التي تسبق الإحساس بأعراض الانسحاب والاحتياج الر جرعة جديدة من المخدر.
وقد تتفاوت الأعراض النفسية من شخص إلى آخر ولكن الأكثر شيوعا من بين الأعراض التي تصيب متعاطي الايس أو الشابو هي الإصابة بالهلاوس السمعية والبصرية والإحساس بالاكتئاب والقلق والإحساس الدائم بالتآمر والتقلبات المزاجية كما تحدث في أغلب الأحيان نوبات هياج عنيفة تصل إلى حد إيذاء النفس أو الغير وقد تصل في أحيان كثيرة إلى الانتحار أو قتل الغير.
شكل الأعراض الانسحابية لمخدر الآيس:
لمخدر الايس أو الشابو أعراض انسحابية عنيفة قد تمتد لخمسة أيام متواصلة وتصل إلى ذروتها في اليوم الثالث أو الرابع حيث تكون الأعراض الانسحابية أشد عنفا
يعاني من أعراض انسحاب إدمان مخدر الأيس كل مدمن على المخدر يتم منعه من تناول المخدر بالقوة أو قرر بنفسه التخلص من الإدمان وتشمل أعراض الانسحاب الإحساس بالاكتئاب والإحساس بالعظمة الشديدة والرغبة في التعاطي استنادا إلى اعتقاده أنه لا يوجد من يستطيع منعه وتبدأ من اليوم الثاني أو الثالث ظهور رعشة شديدة في الأطراف ومع نوبات تشبه نوبات الصرع وحالات هياج عنيفة تصل إلى ذروتها في اليوم الخامس ثم تبدأ انخفاض حدة الأعراض بشكل تدريجي وببطء اعتبارا من اليوم السادس أو السابع على أقصى تقدير.
وبطبيعة الحال تختلف الأعراض الانسحابية من شخص لآخر وذلك وفقا للعمر (السن) والحالة الصحية وطول أو قصر فترة الإدمان على المخدر.
ويبقى السؤال .. كيف يمكن علاج مدمن الآيس أو الشاب ؟
لا يجب بأي حال من الأحوال الاستناد على علاج الإدمان من المنزل وإنما يفضل اصطحاب الشخص المدمن إلى مركز علاج الإدمان وتضم مؤسسة إعادة الحياة للطب النفسي وعلاج الإدمان باقة مختارة من المتخصصين في مجال التعافي من الإدمان كما يوجد بالمؤسسة خطة علاجية تتيح بفاعلية العمل على منع الانتكاسة والرجوع إلى تعاطي المخدر مرة أخرى. كما يوجد خطة لمتابعة المريض والتعافي والخروج من المؤسسة لضمان استجابته التامة للعلاج والذي ينقسم إلى شقين
- الشق العضوي
ويشمل العمل على سحب السموم من الجسم والتخلص من الأعراض الانسحابية بسرعة وبدون ألم قدر المستطاع - الشق النفسي
حيث يتم تأهيل المدمن نفسيا وسلوكيا في محاولة لمنعه من الانتكاسة وتعزيز إحساسه بالنفور من فكرة العودة إلى تناول المخدر مرة أخرى. وأيضا العمل علي قيامة بالاندماج في الأنشطة المجتمعية وذلك بهدف المشاركة الاجتماعية في العديد من الأنشطة بكفاءة وفاعلية مما يجعل إحساسه بضرورة الحفاظ على نفسه من أخطار الإدمان هي ضرورة نابعة من داخله.
الخلاصة:
لا شك أن كافة أشكال الإدمان سيئة ولكن مثلما يوجد السئ يوجد أيضا الأسوأ منه ويعد مخدر الآيس أحد أنواع أسوأ أنواع المخدرات وأشدها فتكا. إذ إن له عواقب وخيمة والاستمرار في تعاطيه يؤدي حتما إلى الموت ولا خيار آخر إلا التخلص من الإدمان من خلال مركز علاج الإدمان مؤسسة إعادة الحياة للطب النفسي وعلاج الإدمان.
يجب أن تكون رغبة المدمن في التعافي من الإدمان نابعة من إحساسه الداخلي لكي ينجح الأمر معه وإلا سيدخل في سلسلة من العلاج والانتكاسات
الادمان لعنه ويجب الحفاظ على شبابنا