ماذا علّمتني رحلة فتاة كويتية إلى القطب الشمالي عن الشجاعة

في عالم يشجّع النساء كثيراً على أن يلعبن دور الآمن والمضمون، تجرأت شابة كويتية تُدعى ياسمين المانع على فعل ما لا يُصدّق — حجزت رحلة فردية إلى القطب الشمالي.

نعم، ذلك القطب الشمالي. النقطة الحرفية في أعلى العالم. تابعت رحلتها unfold عبر الإنترنت، صورة بعد أخرى، فيديو بعد آخر، ورسالة جريئة تلو الأخرى. وبصفتي امرأة أمريكية أعرف جيداً كيف يمكن للخوف أن يقصّ أجنحتنا، شعرت بكل خطوة من خطواتها كأنها صدمة كهربائية توقظ الروح.

لأن ياسمين لم تذهب في مجرد مغامرة.
هي استردّت شيئاً تستحقه كل امرأة: نفسها.

رحلة فتاة كويتية إلى القطب الشمالي
رحلة فتاة كويتية إلى القطب الشمالي

ليست مستكشفة اعتيادية

لم تكبر ياسمين وهي تشاهد أفلاماً وثائقية عن تسلق الجبال أو تتلقى تدريبات في معسكرات القطب الشمالي.
نشأت في الكويت، بلد يُعرف بحرّه الصحراوي أكثر من محيطاته الجليدية. كان القطب الشمالي بالنسبة لها شيئاً يُشاهد في الوثائقيات — لا شيئاً يُتوقع أن تصل إليه فتاة مثلها.

ومع ذلك، حين رمتها الحياة بمنعطف شخصي عميق — من تلك اللحظات التي تذكرك بمدى قصر الحياة وغلاء كل لحظة فيها — قررت أن تتوقف عن الانتظار.
واجهت فكرة المستحيل وسألت نفسها: “لماذا لا أكون أنا؟”

 

امرأة في مهمة

بدأت رحلتها باضطرابات — حرفياً ومعنوياً. رحلة طيران فائتة بسبب خطأ في التاريخ، سباق يائس داخل المطار، وتفتيش حدودي كاد يوقفها. لكن لم يوقفها شيء.

من الكويت إلى السويد، ثم إلى سفالبارد — نقطة جليدية صغيرة على حافة العالم — واصلت طريقها وحدها. وعندما وصلت، استقبلها شمس منتصف الليل الغريبة، وبرودة قاسية، وإدراك صارخ: إنها وحيدة فعلاً، على بُعد آلاف الأميال من وطنها.

لكن بدلاً من الخوف، ارتفع في داخلها شيء آخر:
الحرية.

 

قمة العالم

استقلت ياسمين مروحية إلى معسكر بارنيو الجليدي، قاعدة روسية مؤقتة عائمة على المحيط المتجمد الشمالي، قبل أن تلتحق بالرحلة الأخيرة نحو القطب الشمالي.
هناك، فوق طبقة جليدية بعيدة من المحيط، وقفت في صمت — محاطة بالسماء والثلج والسكون.

لم يكن الأمر فخامة. لم يكن ترفاً. لم يكن استعراضاً.
كان الحقيقة.

اتصلت بوالدها لتُريه أين هي. وهو رجل ليس معروفاً بكثرة التعبير عن مشاعره، لكنه قال لها إنه فخور بها. إنها شجاعة. وإنه لا يعلم إن كان قادراً على فعل ما فعلته للتو.

وفي تلك اللحظة — ليس بسبب الجليد ولا المنظر، بل بسبب ما كان يعنيه كل ذلك — بكت ياسمين.

 

مرآة لنا جميعاً

لم تذهب ياسمين إلى القطب الشمالي طلباً للاعتراف.
لم تذهب لتُبهر الآخرين.
ذهبت لتلتقي بالنسخة من نفسها التي نسيتها — أو ربما لم تعرفها من قبل.

وأنا، من ثقافة مختلفة تماماً، رأيت شيئاً مألوفاً مذهلاً في عينيها: شعلة امرأة تتذكر قوتها.

ذكرني ذلك بشيء تنساه النساء الأمريكيات كثيراً:
لسنا بحاجة إلى إذن.
لسنا بحاجة إلى تبرير.
نحن فقط بحاجة إلى أن نختار أنفسنا.

 

ليست مجرد قصة كويتية — بل قصة عالمية

رحلة ياسمين ليست فقط للنساء الكويتيات. ولا للمسافرات الفرديات. ولا لعشاق المغامرات.
هي لكل امرأة أسكتت حلمها لأنها لم تره عملياً، أو مناسباً، أو “طبيعياً”.

سواء كان “قطبك الشمالي” هو وظيفة جديدة، أو رحلة مؤجلة منذ زمن، أو قرار ترك شيء لم يعد يخدمك — فأنتِ لا تحتاجين أن يؤمن به أحد غيرك.
أنتِ فقط تحتاجين أن تقولي: نعم.

لأنكِ بالفعل شجاعة.
وأحياناً، لا يتطلب الأمر إلا بعض الجليد، والرياح، وقليل من السماء الجامحة لتذكيرك بذلك.

 

عن ياسمين المانع

ياسمين المانع هي مدربة سفر، ومرشدة ذهنية، وراوية قصص من الكويت. في عام 2025، أصبحت — على الأرجح — أول امرأة كويتية تسافر بمفردها إلى القطب الشمالي، في رحلة شكلت يقظة شخصية ومعْلماً ثقافياً بارزاً.

هي الآن تساعد النساء حول العالم على إعادة التواصل مع أنفسهن من خلال رحلات جريئة، ومغامرات شافية، وثقة جذرية بالنفس.

يمكن التواصل معها عبر:
https://linktr.ee/TravelCoach.ku

أضف تعليق