لعلّك رأيت الرقم 7030 في إعلان تلفزيوني مؤثر خلال شهر رمضان، أو على لافتة إعلانية ضخمة على أحد الكباري، أو ربما سمعته في برنامج إذاعي، وتساءلت في نفسك: “7030 رقم ايه؟”. هذا السؤال البسيط لا يحمل وراءه مجرد إجابة عادية، بل يفتح الباب على قصة ملهمة من الأمل والعلم والعطاء، قصة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من وجدان ملايين المصريين.
الإجابة المباشرة هي أن الرقم المختصر 7030 هو رقم التبرع الرسمي عبر الرسائل النصية القصيرة (SMS) لصالح مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب. لكن هذا التعريف، على دقته، لا يفي الرقم حقه. فهذا ليس مجرد رقم، بل هو شريان حياة يضخ الدعم من قلوب المصريين إلى قلوب أطفال وشباب وكبار في أمس الحاجة إلى فرصة جديدة للحياة.
في هذا الدليل الشامل لعام 2025، لن نجيب على سؤالك فحسب، بل سنأخذك في رحلة لنعرف معاً قصة الجراح العالمي السير مجدي يعقوب، ونستكشف صرح الأمل الذي بناه في أسوان، ونفهم كيف تساهم كل رسالة بسيطة ترسلها إلى 7030 في رسم ابتسامة على وجه مريض وإنقاذ حياة إنسان.

محتويات الموضوع
الإجابة المباشرة: 7030 هو رمز الأمل لمرضى القلب
بكل وضوح، الرقم 7030 هو القناة الأسهل والأسرع لدعم مؤسسة مجدي يعقوب للقلب. تم تخصيص هذا الرقم ليكون وسيلة تبرع بسيطة ومتاحة للجميع.
كيف تعمل آلية التبرع؟
عندما تقوم بإرسال رسالة نصية قصيرة (SMS) من هاتفك المحمول إلى الرقم 7030، تحدث عملية بسيطة لكنها عظيمة الأثر:
- تقوم شركة الاتصالات الخاصة بك (فودافون، اورنج، اتصالات، We) بخصم مبلغ محدد من رصيدك. قيمة الرسالة الواحدة حالياً هي 5 جنيهات مصرية.
- يتم تجميع هذا المبلغ مع آلاف التبرعات الأخرى من جميع أنحاء مصر.
- تقوم شركات الاتصالات بتحويل القيمة الكاملة لهذه التبرعات مباشرة إلى الحسابات البنكية الخاصة بمؤسسة مجدي يعقوب للقلب.
هذه الآلية السلسة تجعل من التبرع عملاً يسيراً لا يتطلب سوى ثوانٍ معدودة، وتجسد شعار المؤسسة الشهير “من كل قلب، لكل قلب”، حيث يساهم كل فرد، مهما كانت قدرته، في هذا العمل الخيري الضخم.
من هو السير مجدي يعقوب؟ قصة الجراح الذي وهب علمه لوطنه
لفهم قيمة هذا الرقم، يجب أن نعرف قصة الرجل الذي يقف خلفه. السير مجدي حبيب يعقوب، الذي يُلقب بـ “ملك القلوب”، هو جراح قلب مصري بريطاني ولد في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية عام 1935. تأثر بوفاة عمته في شبابها بسبب مرض في القلب، مما دفعه إلى التخصص في جراحة القلب والصدر.
سافر إلى بريطانيا في الستينيات وأصبح واحداً من أبرز جراحي القلب في العالم، حيث قاد ثورة في مجال زراعة القلب والرئة وأجرى عمليات جراحية معقدة أنقذت حياة الآلاف. على الرغم من نجاحه العالمي وحصوله على أرفع الأوسمة، بما في ذلك لقب “فارس” من ملكة بريطانيا، ظل حلمه الأكبر هو العودة إلى مصر وتقديم خبرته لخدمة أبناء وطنه، خاصة غير القادرين.
هذا الحلم تحول إلى حقيقة عندما قرر تأسيس مؤسسة مجدي يعقوب في عام 2008، وبناء مركز عالمي لأمراض القلب في مدينة أسوان الهادئة، ليكون منارة علمية وطبية تقدم العلاج بالمجان للجميع، دون تمييز أو تفرقة.
مؤسسة مجدي يعقوب للقلب: صرح من الأمل والعلم في أسوان
لم يكن مركز أسوان للقلب مجرد مستشفى، بل هو نموذج متكامل يرتكز على ثلاثة أعمدة رئيسية:
- العلاج المجاني على أعلى مستوى:
يقدم المركز خدمات التشخيص والعلاج، بما في ذلك عمليات القلب المفتوح والقسطرة المعقدة، لآلاف المرضى سنوياً، خاصة الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب. كل هذا يتم بالمجان بالكامل، مما يمنح فرصة حقيقية للحياة لمن لم يكن ليستطيع تحمل تكاليف العلاج الباهظة.
- البحث العلمي المتطور:
يضم المركز قسماً متطوراً للأبحاث يهدف إلى دراسة أمراض القلب المنتشرة في المنطقة وإيجاد طرق جديدة ومبتكرة للعلاج والوقاية. هذا الجانب البحثي يضمن أن المؤسسة لا تعالج المرضى فقط، بل تساهم في مستقبل الطب عالمياً.
- التدريب وتأهيل الكوادر:
يعمل المركز كمنصة لتدريب جيل جديد من الأطباء، والممرضين، والفنيين المصريين على أحدث التقنيات والمعايير العالمية في مجال أمراض القلب، مما يخلق كوادر طبية قادرة على خدمة المجتمع في المستقبل.
المشروع الجديد في القاهرة:
النجاح الهائل لمركز أسوان والطلب المتزايد على خدماته دفع المؤسسة إلى اتخاذ خطوة أكبر: بناء مركز مجدي يعقوب العالمي للقلب في القاهرة. هذا المشروع الطموح، الذي تساهم تبرعاتك عبر الرقم 7030 في بنائه، يهدف إلى مضاعفة القدرة الاستيعابية وعلاج عدد أكبر من المرضى من جميع أنحاء مصر والمنطقة.
كيف تعمل عملية التبرع عبر الرسائل القصيرة (SMS)؟
قد تتساءل كيف تتحول رسالتك البسيطة إلى دعم حقيقي. العملية تتم بالتعاون الوثيق بين المؤسسة الخيرية وشركات الاتصالات الأربع في مصر.
- دور شركات الاتصالات: تعمل كوسييط لجمع التبرعات. فهي توفر الرقم المختصر وتبرمج أنظمتها لخصم المبلغ المحدد عند وصول رسالة إليه.
- تحويل الأموال: في نهاية كل فترة محددة (شهرية مثلاً)، تقوم كل شركة بتجميع إجمالي التبرعات التي وصلت عبر الرقم 7030 من مشتركيها وتحويل المبلغ كاملاً إلى حساب المؤسسة.
- القيمة الكاملة للتبرع: في معظم الحملات الخيرية الكبرى في مصر، تتنازل شركات الاتصالات عن أي رسوم خدمة، مما يعني أن الخمسة جنيهات التي تخصم من رصيدك تصل كاملة إلى المؤسسة، لتضمن أن تبرعك يحقق أقصى أثر ممكن.
ما وراء الرسالة: طرق أخرى لدعم المؤسسة
رسالة الـ 5 جنيهات عبر 7030 هي طريقة رائعة للمشاركة السريعة والواسعة، ولكن إذا أردت تقديم دعم أكبر، توفر المؤسسة قنوات أخرى متعددة:
- التبرع عبر الموقع الرسمي: يمكنك استخدام بطاقتك البنكية للتبرع بأي مبلغ تختاره.
- التحويلات البنكية: يمكنك التبرع مباشرة إلى أرقام حسابات المؤسسة المعلنة في البنوك المصرية.
- فوري ومنافذ الدفع الإلكتروني: يمكنك التبرع عبر شبكة فوري المنتشرة في كل مكان.
- التبرعات العينية والصدقات الجارية: تتيح المؤسسة أيضاً برامج للتبرع بالأجهزة الطبية أو المساهمة في تكاليف إقامة المرضى كصدقة جارية.
أسئلة شائعة حول الرقم 7030
س1: كم تبلغ قيمة التبرع عند إرسال رسالة إلى 7030؟
قيمة الرسالة الواحدة هي 5 جنيهات مصرية.
س2: هل يمكنني إرسال أكثر من رسالة للتبرع بمبلغ أكبر؟
نعم بالتأكيد. كل رسالة ترسلها إلى 7030 تعتبر تبرعاً مستقلاً بقيمة 5 جنيهات. إذا أرسلت 10 رسائل، فستكون قد تبرعت بـ 50 جنيهاً.
س3: هل يصلني تأكيد بعد إرسال الرسالة؟
نعم، في العادة تصلك رسالة شكر من مؤسسة مجدي يعقوب تؤكد استلام تبرعك.
س4: هل هذا الرقم يعمل طوال العام أم في رمضان فقط؟
الرقم 7030 هو قناة تبرع دائمة ومتاحة على مدار العام. لكن يتم الترويج له بشكل مكثف خلال الحملات الإعلانية الكبرى، خاصة في شهر رمضان.
س5: هل هناك أي استخدامات أخرى للرقم 7030؟
على الرغم من أن الأرقام المختصرة قد تستخدم أحياناً لحملات مؤقتة، إلا أن الرقم 7030 أصبح مرادفاً لمؤسسة مجدي يعقوب في مصر، وهويته مرتبطة بشكل حصري بهذا العمل الخيري الكبير.
خاتمة: رسالتك تصنع الفارق
في المرة القادمة التي ترى فيها الرقم 7030، لن تتساءل “رقم ايه؟”. ستعرف أنه أكثر من مجرد أربعة أرقام، إنه رمز للأمل، وعنوان للشفاء، وقناة مباشرة تتيح لك أن تكون جزءاً من قصة نجاح ملهمة تُكتب كل يوم في أسوان والقاهرة. كل رسالة، مهما بدت بسيطة، هي لبنة تضاف في بناء صرح طبي عالمي، ونبضة أمل تزرع في قلب طفل ينتظر فرصة جديدة للحياة.