مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عانت أسواق الأسهم الأمريكية مؤخرًا من نفور شديد من المخاطرة، فالظروف الكلية الصعبة التي تتميز بتشديد السياسات النقدية والتضخم المرتفع لعدة عقود والارتفاع الحاد في أسعار السلع والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة ومخاوف النمو الاقتصادي العالمي لا تزال تزعج معنويات المستثمرين، وقد انعكس ذلك على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي سجل تراجعًا بما يزيد عن 16% منذ بداية العام حتي نهاية مايو.
يلعب المستثمرون حاليًا لعبة انتظار، ليروا ما إذا كان التضخم المرتفع يظل ثابتًا وما إذا كانت البنوك المركزية تشدد سياساتها المالية بقوة أكبر مما كان متوقعًا لترويض الأسعار المرتفعة.
انخفض مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) في أبريل لكنه ظل أعلى من توقعات السوق، تشير أحدث بيانات التضخم الشهرية الأمريكية إلى أن التضخم ربما يكون قد بلغ ذروته ولكنه لا يزال عند مستويات مرتفعة، ومن غير المرجح أن يغير موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتشدد.
محتويات الموضوع
أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500
يعتبر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أفضل مؤشر لقياس أداء تداول الأسهم الولايات المتحدة ذات رؤوس الأموال الكبيرة، جنبًا إلى جنب مع مؤشر داو جونز الصناعي ذو الأسهم الممتازة ومؤشر ناسداك المركب الثقيل في مجال التكنولوجيا، حيث أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا المكون من 500 عضو هو أحد المؤشرات الرئيسية الثلاثة لأسواق الأسهم الأمريكية
شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نهاية ارتفاع مذهل بعد الوباء في أسبوع التداول الأول من عام 2022، بعد أن قفز بنحو 120% من أدنى مستوياته في مارس 2020، منذ أن وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4818 نقطة في 4 يناير 2022 انخفض المؤشر بأكثر من 16% من ذروته حتي نهاية شهر مايو.
عانى المؤشر من معظم خسائره في شهري أبريل ومايو بعد أن شرع البنك الاحتياطي الفيدرالي في أول دورة لرفع أسعار الفائدة منذ أربع سنوات، حيث قام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة مرتين في عام 2022 حتى الآن، زيادة بمقدار 25 نقطة أساس في منتصف مارس وزيادة بمقدار 50 نقطة أساس في أوائل مايو، وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر خسارة شهرية له في أبريل 2022 بانخفاض 8.8% منذ مارس 2020، امتدت خسائر أبريل حتى مايو.
التضخم هو مصدر القلق الرئيسي
يعتبر التضخم هو الشاغل الأول في أذهان المستثمرين، إلى جانب مخاوف الركود والمخاطر الجيوسياسية وارتفاع أسعار النفط، وقد أدت تجارة العزوف عن المخاطر التي شوهدت في عام 2022 إلى ارتفاع مستويات السيولة بين المستثمرين، حيث تزايدت مخاوف الركود التي وصلت أيضًا إلى مستويات أعلى من مستويات الذروة التي شوهدت في بداية الوباء في عام 2020.
أظهر استطلاع أن مستويات السيولة كانت في أعلى مستوياتها منذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في عام 2001، وأن السوق شهد أكبر تقنية “قصيرة” منذ أغسطس 2006، كما أظهر الاستطلاع أيضًا أن مديري الصناديق كانوا أكثر تفاؤلًا في قطاع الرعاية الصحية يليهم قطاع الطاقة والسلع الأساسية والمواد والبنوك.
من وجهة نظرنا، يواجه السوق أربعة تحديات كبيرة: توقعات تشديد السياسة النقدية ونهج الصين الذي لا يتسامح مع كوفيد 19 والحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا ومخاوف النمو العالمي المتزايدة.
توقعات ستاندرد آند بورز 500: أكبر المؤثرين
يعتبر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مؤشر مرجح للقيمة السوقية، لذلك، سيكون لأداء أكبر العناصر المكونة للمؤشر رأي كبير في ما إذا كان المؤشر سيهبط أكثر في عام 2022 أم لا.
نظرًا لأن أسهم التكنولوجيا تساهم بأكبر وزن في المؤشر، فإن النظرة المستقبلية للقطاع أمر بالغ الأهمية للأداء المستقبلي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، شهدت أسهم التكنولوجيا طريقًا وعرًا حتى الآن في عام 2022، مع ارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي التي أثرت سلبًا أرباحهم المستقبلية.
حتى أسهم شركات التكنولوجيا القيادية مثل آبل وأمازون وألفابيت شهدت هبوطًا في أسعار الأسهم، وقد تراجعت سهم شركة آبل أكبر مكون لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 20% في عام 2022 حتى الآن وسجل أدنى مستوى له في عام ونصف العام عند 138.6 دولار في 12 مايو، كما فقدت شركة التكنولوجيا مكانتها باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم لشركة البترول العملاقة أرامكو السعودية.
وفي الوقت نفسه، انخفض سهم أمازون وألفابيت وميكروسوفت بنسبة 34.9% و 21% و 21.8% على التوالي منذ بداية العام حتى نهاية مايو.